لا ميديا -
اعتُقِل زمن حكم الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي عام 1991، عقب صدور قرار تجميد أنشطة "الاتحاد العام التونسي للطلبة". وبعد الإفراج عنه غادر تونس متنقلا بين ليبيا التي أقام فيها مدة قصيرة والسودان وسوريا حيث استقر وتزوج بسيدة سورية، وعمل هناك قرابة 20 عاما. عاد الى تونس عام 2011م وسجل للدكتوراه في المدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس، وأخذ يعد رسالة تخرجه حول اختراع غواصة تعمل بنظام التحكم عن بعد، وقد كانت رسالة تخرجه في مرحلة ما قبل الدكتوراه عن صناعة الطائرات دون طيار. اشتغل مديرا فنيا في إحدى شركات الهندسة الميكانيكية، وأستاذا جامعيا في المدرسة الوطنية للمهندسين، كما أسس وترأس "نادي الطيران النموذجي بصفاقس" لتدريب الشباب التونسي على تصنيع الطائرات من دون طيار. 
يوم 15 ديسمبر 2016 كان في سيارته أمام منزله بصفاقس فانهمرت عليه 20 رصاصة من مسدسين كاتمين للصوت استقرت 8 رصاصات في جسده خمس منها في جمجمته.
بعد أقل من يومين على اغتياله, 17 ديسمبر 2016م، أصدرت كتائب القسام الفلسطينية بيان نعي، مؤكدة أن "الشهيد المهندس القائد محمد الزواري" عضو في ذراعها العسكرية كتائب القسام وعمل فيها منذ عام 2006م، وقد كان "أحد القادة الذين أشرفوا على مشروع طائرات الأبابيل القسامية" التي كان لها دور في حرب "العصف المأكول "مع الكيان الصهيوني عام 2014، واتهمت القسام مخابرات العدو الصهيوني بالوقوف وراء اغتيال المهندس محمد الزواري، ولمّحت إلى إمكانية الرد على هذه العملية لأنها "اعتداء على المقاومة الفلسطينية وعليها". 
ولم تتأخر المصادر الصهيونية عن التباهي بجريمتها، إذ أكدت القناة الثانية "الإسرائيلية" وموقع "واللا" العبري أن الزواري شارك في معسكرات الحركة في كل من سوريا ولبنان، وأنه زار قطاع غزة عدة مرات عبر الأنفاق وقدم للمقاومة الفلسطينية معلومات مهمة وأشرف على تطوير برنامج القسام العسكري، بخاصة مشروع "طائرات أبابيل" الذي برزت فيه قدراته الهندسية ونبوغه التكنولوجي.
كانت هذه المرة الأولى التي يصدر فيها بيان من "القسام" يتبنى موهبة وخبرة عربية من غير الجنسية الفلسطينية، فمحمد الزواري مهندس طيران ومخترع تونسي ولد في صفاقس عام 1967، درس الهندسة، وعاش سنوات طويلة منفيا بين عدة دول عربية، قاد فريقا من مهندسي كتائب القسام في زيارة استكشافية لإيران، والتقى بفريق خبراء مختص بالطائرات بدون طيار، وحينها تفاجأ الإيرانيون بخبرة الفريق القسامي، وقدرته على تصنيع الطائرة وإطلاقها، وكان قد أنجز مع فريق وحدة التصنيع نحو 30 طائرة بدون طيار قبل معركة الفرقان عام 2008 على قطاع غزة.