لا ميديا -
"إني ذاهبةٌ يا أمي ألبس أكفاناً زهرية، أحمل بين جوانب صدري قلباً ينبض بالحرية. اسمي آياتٌ يا وطني وملامح وجهي شرقية، أبلغ 20 من العمرِ وينادوني يا ثورية”.
آيات محمد لطفي الأخرس من مواليد 20 فبراير 1985 في مخيم الدهيشة/ بيت لحم، انتمت إلى كتائب شهداء الأقصى - جناح فتح العسكري. 
ذهبت مع زميلاتها يوم الجمعة إلى المدرسة لتلقي دروساً تعويضية للتأخير الذي نتج عن الاجتياح الصهيوني للمدينة قبيل أيام. وفي نهاية الدرس خرجت الفتيات ليعدن إلى منازلهن، لكنها توقفت لتسلك طريقا آخر، فسألتها صديقتها: إلى أين؟! حدقت في وجه صديقتها واكتفت بمعانقتها. هل كان ذلك بوحا بجزء مما تكتمه؟! 
كانت آيات قد قررت أن تنفذ عملا تعتقد أنه سيشفي صدور أمهات الأطفال الذين داستهم دبابات الصهاينة. وجاء يوم 29 مارس 2002 لتضع قرارها في سياق الفعل. حملت حقيبتها المفخخة وأقدمت على تفجير نفسها في أحد المراكز التجارية بمدينة القدس المحتلة في عملية استشهادية هي الثالثة من نوعها، كون من نفذها كان فتاة وليس شابا. أسفر عن العملية مصرع 2 من الصهاينة وجرح عدد كبير منهم. 
على الفور قامت قوات الاحتلال بهدم منزل عائلتها واعتقال عدد من أشقائها. 
ونفث رئيس وزراء الكيان الصهيوني جام غله ونعتها بأبشع الأوصاف على صفحته في الفيسبوك. 
أما الشاعر والأديب والدبلوماسي السعودي غازي القصيبي فقد كتب عقب استشهادها “قصيدة الشهداء” يثني فيها على آيات الأخرس.
وأشيع حينها أن القصيدة كانت سببًا في تدهور علاقاته الدبلوماسية في بريطانيا، وإنهاء عمله كسفير. جاء في القصيدة:
يشهدُ اللهُ أنكم شهداءُ                 يشهدُ الأنبياءُ والأولياءُ
أيّها القوم! نحن متنا، ولكنْ              أنِفت أن تَضمّنا الغَبْراءُ
قل لـ“آيات” يا عروس العوالي           كل حسن لمقلتيك الفداء
حين يخصى الفحول، صفوة قومي     تتصدى للمجرم الحسناء
تلثم الموت وهي تضحك بِشرًا     ومن الموت يهرب الزعماء
فتحت بابها الجنان، وحيت     وتلقتك فاطم الزهراء
قل لمن دبج الفتاوى: رويدا!     رب فتوى تضج منها السماءُ
حين يدعو الجهاد، يصمت حبر     ويراع والكتب والفقهاءُ
حين يدعو الجهاد، لا استفتاءُ   الفتاوى، يوم الجهاد، الدماءُ. 
ظل جثمانها في مقبرة الأرقام التي تضم 200 شهيد فلسطيني، وتم استرجاع جثمانها في إحدى صفقات التبادل عام 2004.