"هناك في الجنوب يقولون: إن من يقضي سني عمره بالجهاد لا بدّ أن يُنهي مسيرته بالشهادة". 
ومسيرة "أبو عيسى" الجهادية الطويلة تأتي مصداقا لهذا القول، فقد خاضها منذ العام 1984م وهو في الـ13 من العمر، وكانت منطقة الجنوب المحتل قبل العام 2000 وتحديدًا بقعة إقليم التفاح خير شاهدٍ على صولاته وفدائيته، فهو الذي حمى هذه الأرض بعرقه وتضحياته، لتحميه بدورها مرّتين من محاولات اغتيالٍ غادرة عبر الطائرات والعبوات، حاول تنفيذها العدو الصهيوني الذي كان يعلم قيمة بطل جنوبي اسمه محمد عيسى. 
انتسب لـ"حزب الله" منذ انطلاقته، عاشقًا للمقاومة وواهبًا لها نفسه، فتدرّج في صفوفه من مقاتل إلى مسؤول مجموعة، إلى مسؤول عسكري في إقليم التفاح عام 2003، ليكون في حرب تموز 2006م على رأس المواجهة، حيث قاد معركة المقاومة في قطاع "الإقليم"، وتجلت فيها قدراته العسكرية المتعددة في إدارة المعركة، حيث يتذكر أبناء تلك المنطقة بشكل جيّد قيادة الرمايات الصاروخية المتوسطة خلال الحرب والرمايات الصاروخية الثقيلة في أيام الحرب الأخيرة كصاروخ "زلزال" الذي انطلق من حراج بلدة عربصاليم الجنوبية. لهذا نال تنويهاتٍ عديدة من الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله. ولم تكن هذه الحرب آخر مهمّاته، فأعماله باقية، وتحضيراته وتجهيزاته لأيّ حرب مقبلة مع "إسرائيل" هي التي ستتحدّث عنه، وقد استمرّ بمنصبه حتى العام 2013، ليتمّ تعيينه وقتها قائدًا عسكريًا لأحد المحاور المتقدمة مع العدو "الإسرائيلي". 
أرسله "حزب الله" كمستشار عسكري إلى الساحة العراقية لمواجهة الزحف "الداعشي" الإرهابي. وهناك شارك في تكوين قوة عسكرية عراقية قادرة على مواجهة الإرهاب التكفيري في العراق. 
اختارته قيادة المقاومة عام 2014 قائدًا لقوات الدفاع عن منطقة الغوطة السورية حيث يقع مقام السيدة زينب، فأبدع في مهمته الجديدة.
أما بعد تحديد أولويات المقاومة وحين تعاظمت التهديدات القادمة من الجهة الجنوبية لسوريا، أي منطقة الجولان السوري المحتل والقنيطرة، وازدياد خطر الجماعات التكفيرية في تلك المنطقة والتنسيق الإسرائيلي مع تلك الجماعات، فقد قرّرت قيادة المقاومة تعيينه قائدًا ميدانيًا في منطقة القنيطرة ودرعا، لمواجهة تلك الأخطار وبناء تنظيم عسكري مقاوم، وقد أثبتت الأيام مدى صوابية تلك الرؤية التي حقق تجسيدها الفعلي إنجازات على الأرض وتغييرا في خارطة الصراع في سوريا. 
استشهد يوم الأحد 18 يناير 2015 برفقة 5 مجاهدين باستهداف صاروخي "إسرائيلي" للموكب الذي كانوا يستقلّونه في القنيطرة، خلال جولة استطلاعية كانوا يقومون بها.