«مواقع النجوم».. أبو محمد الإقليم
- تم النشر بواسطة موقع ( لا ) الإخباري
"أهم ما يستوقفك في هذا الأخ الشهيد صفاته الشخصية... خُلُقه الحسن وحسن العشرة والأدب الرفيع، التواضع الجم، الابتسامة الدائمة، المحبة، العطف، التقدير الخاص لوالديه ولعائلته، الصبر، الاستعداد الدائم للتضحية ونكران الذات، الحضور الدائم في الميدان، وزهده في الدنيا.
المسألة تبدأ من هنا، أننا أمام إنسان مميز جداً على المستوى الديني والأخلاقي والروحي والنفسي، ونشعر أننا فقدنا هذا الإنسان بهذا المعنى، بهذه الصفات، قبل أن نكون قد فقدنا قائداً عسكرياً جديراً ومقداماً أيضاً.
في الجانب الآخر، نحن أمام قائد كفء يتحمل المسؤولية، له إنجازاته الكبيرة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي منذ البداية، من محور إقليم التفاح إلى كل خطوط المواجهة في الجنوب، إلى معسكرات التدريب، إلى كل المواقع التي عمل فيها والمسؤوليات التي تحمّلها، إلى حرب تموز 2006 حيث كان من المسؤولين والقادة الأساسيين في مواجهة هذا العدوان، إلى مواجهة مشروع الإرهاب التكفيري في السنوات الأخيرة."
من كلمة للسيد حسن نصر الله في مناسبة تكريم الشهيد القائد حسن محمد الحاج
حسن محمد الحاج "أبو محمد الإقليم" من مواليد نهاية الستينيات من القرن الماضي، في بلدة "اللويزة" بالجنوب اللبناني. انضم إلى حزب الله وكان أحد مؤسسي جناحه العسكري، ومن كبار قادة الحزب الذي تجمعه علاقة وثيقة بالأمين العام حسن نصر الله.
هو القائد الميداني "الفعلي" لكل قوات الحزب في سوريا، تولي منصب قائد عمليات منطقة القلمون تم انتقل الى حماة.
ومرة ثانية سنعود الى خطاب السيد حسن نصر الله.
"الحاج أبو محمد من قادة المقاومة وواحد من أركانها وأعمدتها ومجاهديها البواسل، الذين شاركوا في انطلاقتها منذ أيامها وبداياتها الأولى في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي للبنان عام 1982. كان خياره واضحاً وقراره حاسماً منذ البداية، وحضر في كل الساحات... هو من صنف كثير من المجاهدين والقادة الذين يعملون بعيداً عن الأضواء، مجهولون في الأرض، معروفون في السماء، يسهرون ويتعبون ويكدّون... حتى إذا قضوا شهداء عرفهم أهل الدنيا واطلعوا على بعض حقيقة حياتهم وسيرهم... وحتى بعد الاستشهاد، لا يمكن أن يصبح هؤلاء القادة الشهداء في دائرة الضوء تماماً. نحن لا نستطيع أن نتكلم اليوم، كما كان يحصل مع بقية الشهداء، لا نستطيع أن نتكلم عن إنجازاتهم الشخصية، نتحدث عن إنجازات المقاومة التي هم جزء منها، أما ماذا فعل الأخ فلان والشهيد فلان، فلا نستطيع أن نتحدث، لا نستطيع أن نتكلم حتى عن مواقع المسؤولية التي انتقلوا فيها عاماً بعد عام ومرحلة بعد مرحلة، لأن هذا من أسرار المقاومة، ويرتبط بهيكلية المقاومة، والمقاومة مازالت في دائرة الفعل، لم تدخل في دائرة الكتابة عنها أو التأريخ لأشخاصها، مازالت تصنع الفعل في الميدان ويجب الحفاظ على أسرارها وخباياها وتجاربها وهيكليتها وشخصية قادتها ووسائل وطرق عملها، ولذلك عندما نتحدث عن قائد في المقاومة نتحدث بهذا الإجمال وبهذا التعميم".
استشهد أبو محمد الحاج في أكتوبر 2015 في غارة جوية في ريف إدلب بسوريا وهو يخوض معركة لمواجهة المشروع التكفيري الذي يهدد المنطقة وشعوبها.










المصدر موقع ( لا ) الإخباري