«لا» 21 السياسي -
من النادر إن لم يكن من المعدوم أن احتفل أحد الفائزين بجائزة الديناميت «نوبل» في أيٍ من فروعها بذكرى فوزه بهذه الجائزة غير المشرفة أصلاً. إلا أن توكل كرمان شذت عن ذلك وأقامت حفلاً في تركيا احتفاءً بالذكرى العاشرة لإعلان فوزها بجائزة «نوبل آل ثاني» للسلام، بل وتجاوزت الاحتفاء إلى الغناء من على المنصة مرددة مع جمهورها من إخوان «بلقيس» وموزة: «يا سلام يا سلام.. توكل رمز السلام»!
إلفريد نوبل وهو صاحب الجائزة أعلن عن جائزته هذه مدفوعاً بالندم لا بالغناء، وهو الذي عاش وحيداً مكرساً حياته لصناعة المتفجرات متنقلاً بين روسيا وفرنسا والولايات المتحدة وأنشأ حتى تاريخ وفاته 90 مصنعاً للأسلحة مخترعاً البارود. ورغم ذلك لم يغن وسط كل ذلك الدمار الذي شارك في صنعه، فيما توكل تحتفل وتحتفي، بل وتغني وسط رفاه أتباع حزب الرفاه للسلام الذي يفتقده بلدها بسببها وأمثالها في التحريض والتأليب عليه ثم التباكي بالغناء بين أطلاله.
نوبل لا تستحق الاحتفاء. إنها جائزة صنعت ومنحت وما تزال وفقاً لمنطق السوق واستناداً للاعتبارات الرأسمالية ولا يمنح البارود سلاماً أبداً.
بالأرقام قد تأخذك الدهشة أنه ومنذ بدء توزيع جوائز نوبل في العام 1901 منحت جائزة نوبل للسلام 101 مرة إلى 135 من الحاصلين عليها، منهم مجرمو حرب أمثال الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل ورئيس وزراء حكومة الاحتلال الصهيوني مناحيم بيغن وإسحاق رابين.. وعلى ذكر الصهاينة فمنذ العام 1966 كان هناك 12 صهيونياً حصلوا على جائزة نوبل هذا بعيداً عن الأخذ في الاعتبار لليهود عموماً والذين نال قسم كبير منهم جوائز نوبل في جميع المجالات، وهو ما يؤكد انحيازاً واضحاً لليهود دون سواهم.
بالمناسبة، ثمة جوائز بديلة لنوبل ابتدعت، ومن ألطفها جائزة نوبل للحماقة، وهي في العادة الجائزة التي يغني الفائزون بها من على مسارح العته ويتراقصون من على شاشات السفه ويردد من بعدهم أتباعهم: يا سلام يا سلام!