«لا» 21 السياسي -
تحولت العلاقات بين الكيانين السعودي و«الإسرائيلي» تحولاً جوهرياً جهرياً في عهد ابن سلمان، الذي لا يترك فرصة إلا وينتهزها لترسيم العلاقات بين بلاده ونظيرتها المسماة «إسرائيل» بشكل علني عبر الكثير من الاتفاقيات التي يعقدها.
ويبدو من تقاسيم وقسمات الوجه الجديد للسعودية، الذي يرسم تقاطيعه ابن سلمان، الذهاب إلى الاعتراف العلني بكيان الاحتلال كـ»دولة شقيقة» وتوأم سيامي صهيوني لمملكة الرمال.
كانت الخطة مكتملة وجاهزة، زرعت أشتالها الأبالسة ونبتت أشواكها كرؤوس الشياطين، وهي الخطة التي قامت على توحيد القواعد التالية: الأمن، الإعلام، الثقافة، التعليم ويشمل الدين والترفيه (السطحي الاستهلاكي المفتوح على التفاهة والمغلق على جملة حرية واحدة).
وتهدف الخطة الى إبعاد التأثيرات السياسية، الثقافية، التربوية، المالية، والدينية، الرافضة للصهينة، والممانعة للتطبيع، عن الناس، من أجل الوصول إلى حالة من التطبيع الكامل والسرمدي مع الكيان العبري.
الخطة تم الترتيب لها في السعودية والإمارات ومصر وكيان الاحتلال، قبل وصول الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الى البيت الأبيض، والذي دفع ودعم وشجع -منذ أول أسبوع من رئاسته- ابن سلمان وابن زايد لتنفيذ تلك الخطة، بما تتضمنه من وسائل وأدوات وأساليب وأهداف وغايات، متعهداً (أي ترامب) باسم صهاينة واشنطن و«تل أبيب» بتمكين ابن سلمان من تولي مقاليد الحكم وتربعه على كرسي عرش السعودية.
بخلاف عقد الاجتماعات ولقاء الشخصيات وعقد الاتفاقيات مع الصهاينة عمل ابن سلمان وما يزال وفقاً لمضامين تلك الخطة، وتزمين خطواتها على تهيئة المناخ في الوسط الشعبي السعودي ليتقبل مبدأ التطبيع، بدايةً من اعتقال المعارضين للأسرلة المبتغاة وتحوير الخطاب الإعلامي وتوجيهه تدريجياً باتجاه تغيير ثم تحريف قناعات الناس، وشن حملات منظمة ومنتظمة على وسائل التواصل الاجتماعي وليس نهايةً باستعمال الدراما التلفزيونية لتدريس وتكريس الصهينة لدى الجمهور العريض والاستهلاكي المريض.
يتذكر الكثيرون مسلسل «مخرج 7» السعودي، الذي تم عرضه في أحد مواسم الدراما الرمضانية الماضية على شاشة قناة (إم بي سي) السعودية، وناقش مسألة التطبيع مع الكيان الصهيوني، بل وجاء فيه تحريض علني ضد الفلسطينيين، ففي أحد مشاهد المسلسل تساءل رجل سعودي: «تقول له إن الإسرائيليين على حق وأنك تبغي تسوي بيزنس معاهم؟»، وذلك رداً على اقتراح بأنَّ «إسرائيل» ربما ليست العدو الذي اعتقدته السعودية سابقاً بعد سنوات من العداء الصريح. ويرد والد زوجته: «العدو هو اللي ما يقدّر وقفتك معه، ويسبك ليل نهار أكثر من الإسرائيليين»، في إشارة إلى الفلسطينيين.
«أم هارون» مسلسل آخر تم بثه رمضانياً على شبكة قنوات (MBC) أيضاً، ويتحدث عن قَابلة يهودية في دولة الكويت، ويروج -كما المسلسل الآخر- للقبول بالتطبيع.
وبين الفينة والأخرى يقوم أحد المغردين أو الشخصيات السعودية المؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي بتدشين حملة تعبر عن موافقة السعوديين على التطبيع مع الكيان ورفض الدعم لفلسطين، من أجل جس نبض الشارع السعودي بشأن هذه المسألة.
وفي سبيل إعادة تشكيل الرأي العام السعودي تدرج نظام ابن سلمان في اتخاذ خطواته في طريق العار إلى «تل أبيب» من اتصالات منخفضة المستوى مع «الإسرائيليين» رياضياً وثقافياً وإعلامياً وترفيهياً إلى المشاركة في التدريبات العسكرية، وبما يخلق فرصاً للشركات والقطاعات التي تستضيف هذه الأحداث، والتي آلت في أكثرها اليوم إلى أن تكون علنية وعلى عين أكبر تاجر دين وهابي حولته نقود وقيود ابن سلمان إلى فاجر يلم النقطة لتركي آل الشيخ بعد كل وصلة رقص تهز مسارح مواسم الرياض ويرعاها خائن الحرمين الشريفين وولي عهده البعراني العبراني الأمين.
رجل الأعمال اليهودي – الأمريكي فيل روزِن، وهو واحد من 20 زعيما يهوديا أمريكيا زاروا الرياض بداية تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري والتقوا بمسؤولين سعوديين وممثلين عن العائلة الحاكمة، يقول إنّ «السّعوديين يُعدّون شعبهم للتّطبيع مع إسرائيل. إنَّهم يرون في إسرائيل قوّة عظمى، وينفعلون من قدرتها على الدفاع عن نفسها في المنطقة».