لا ميديا -
عُرف بـ«سيد الاشتباك من نقطة صفر» كما لقبه الفلسطينيون، يعد واحدًا من هذه الوجوه التي صقلت أسلوب المقاومة الفلسطينية بطريقة أتعبت الجيش الإسرائيلي، رغم أن مسيرته لم تمتد أكثر من ثلاث سنوات، إلّا أنّ حرفيته وزخامة العمليات العسكرية خلال فترة نشاطه، دفعت رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين لوصفه بـ«الأسطورة».
وُلد عماد حسين عقل عام 1971، في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وبدأ مسيرته في المقاومة عام 1990، حين شارك في تأسيس «مجموعة الشهداء»، أول مجموعة عسكرية لـ«كتائب القسام»، التي نفّذت العديد من العمليات الفدائية بأساليب جديدة.
بعد رحلة من المطاردة في قطاع غزة، انتقل إلى الضفة المحتلة لتكوين خلايا عسكرية تابعة لكتائب القسام. ثم تولى مسؤولية قيادتها في مدينة الخليل، ليؤسس لمرحلة جديدة من العمل العسكري في الضفة المحتلة، مرسخاً أسلوب المهاجمة من مسافة الصفر.
كان أسلوبه العملياتي فريدًا وجريئًا، مجهول الشكل لجيش العدو حتى اغتياله، وانعكس صدمة أمنية وعسكرية لدى سلطة الاحتلال، إذ صار اسمه يتردد كثيرًا في الاجتماعات الأمنية "الإسرائيلية". فقد خلق مسارًا جريئاً في استراتيجية المقاومة التي كانت تعاني من شُحّ كبير في السلاح، فتجاوز قاعدة «السلاح قبل التخطيط»، إلى «السلاح بعد التنفيذ»، أي تنفيذ العمليات بالمتاح للاستيلاء على أسلحة الجيش وعملائه.
أولى العمليات التي نفذتها مجموعة الشهداء استهدفت فيها موكب قائد شرطة قطاع غزة الجنرال يوسي آفني في مايو 1992م، بسلاح وقنابل مصنعة محليا. وفشلوا في توفير الكثافة النارية اللازمة، فالقنابل لم تنفجر، وانسحبوا فورًا من المنطقة.
 كانت العملية درسًا عمليا له بضرورة توافر بنادق رشاشة مضمونة، وهنا تشكل أسلوبه القتالي، وصارت عملياته كلها تنفذ من نقطة الصفر كي يتمكنوا من اغتنام العتاد العسكري فورا. وتحقق هذا في عملية مسجد مصعب بن عمير التي حصلت فجر يوم 12 سبتمبر 1993، فقد كمَن برفقة مقاتل آخر، في بيت مهجور، لسيارة "جيب" وباغتاها بالنار فقتل في العملية ثلاثة جنود صهاينة بينهم ضابط، ثم غنما قطعتي سلاح من نوع «m16»، وتركا ورقة بتبني كتائب القسام الهجوم، وكانت هذه العملية أول عملية وثّقها بالكاميرا، يومها علق رابين على العملية قائلًا: «أتمنى لو أستيقظ من نومي فأجد غزة وقد ابتلعها البحر».
برع خلال مسيرته التي امتدت 3 سنوات، في تفكيك البنية النفسية للجندي الإسرائيلي، وتحطيم صورته المخيفة الراسخة في الأذهان، وفي كل عملية كان يخرج بمعلومات للجبهة الفلسطينية و"الإسرائيلية" على السواء، طمأنة للأولى ورعبا للثانية. 
بعد عامين من المطاردة نفذ خلالها أكثر من 40 عملية، عرض رابين على أسرته أن يخرج إلى مصر أو الأردن، وتحت إشراف الصليب الأحمر، ويعود بعد 3 سنوات دون أن يحاكم أو يعتقل. فرفض العرض. 
يوم 24 نوفمبر 1993، رصدته أجهزة الأمن الصهيونية فخاض اشتباكًا معها واستشهد ولم يتجاوز عمره 22 عامًا.
وعلّق رابين مبتهجًا «إن مقتل عماد عقل يمثل إنجازًا مؤثرًا ومهمًا في الحرب ضد الإرهاب».