«لا» 21 السياسي -
في 11 آب/ أغسطس 2017 تحطمت طائرة مروحية إماراتية مليئة بالجنود في إحدى عمليات الحرب على اليمن، ما أسفر عنه مقتل ثلاثة جنود وإصابة سبعة بجروح خطيرة، بينهم شاب من العائلة المالكة، هو زايد بن حمدان بن نهيان، البالغ من العمر 27 عاماً، ابن شقيق محمد بن زايد وصهره.
وبينما سارع القادة الإماراتيون لإنقاذ جنودهم، لجؤوا للولايات المتحدة لتنظيم مهمة إنقاذ عاجلة للطائرة المحطمة.
استجابت الولايات المتحدة للطلب، وفي غضون ساعات سارعت قوات العمليات الخاصة الأمريكية لإنقاذ عضو العائلة المالكة والجنود الآخرين.
كان المسؤول في مركز عملية الإنقاذ هو اللواء الأمريكي ميجل كوريا، الذي عمل لاحقاً مستشاراً خاصاً للبيت الأبيض وكبير مسؤولي مجلس الأمن القومي لسياسة الولايات المتحدة في الخليج.
كان الجنرال كوريا في منزله في أبوظبي عام 2017 عندما تلقى اتصالاً مفاده أن المروحية الإماراتية سقطت في اليمن.
طائرتان أمريكيتان من طراز «أوسبري» حملتا فريقاً طبياً من قوات العمليات الخاصة الأمريكية إلى موقع تحطم الطائرة المروحية ونقلت الجنود السبعة المصابين إلى السفينة «يو إس إس باتان»، وهي سفينة هجومية برمائية تابعة للقوات للبحرية الأمريكية تُبحر في خليج عدن، ومن السفينة إلى طائرة شحن تابعة للقوات الجوية من طراز (سي-17) مزودة بوحدة طبية خاصة لكي تنقلهم إلى ألمانيا.
نسَّق الجنرال كوريا، الذي كان ملحقاً دفاعياً في سفارة الولايات المتحدة في أبوظبي، مهمة الإنقاذ الخطرة التي جعلت منه بطلاً في عين محمد بن زايد عم الشاب الجريح ووالد زوجته.
أصبحت علاقة الجنرال كوريا الوثيقة بالقادة الإماراتيين ركيزة غير متوقعة دعمت لاحقاً المحادثات السرية لإدارة ترامب بين الإمارات وكيان الاحتلال، والتي أسفر عنها توقيع اتفاقية التطبيع المهينة.
وفي البيت الأبيض أصبح للجنرال كوريا مكانة مرموقة في أبوظبي، فسافر إليها لعقد اجتماع فردي مع محمد بن زايد، تحدثا خلاله عن تفاصيل الاتفاقية. وأكد الجنرال كوريا لأمير الإمارات أن الولايات المتحدة ستضمن احترام شروط الصفقة.
الجنرال كوريا، الذي أطلق اسم «ابراهام» على تلك الاتفاقيات المخزية، قال في وقت لاحق من التوقيع: «لم تكن الولايات المتحدة بحاجة إلى شكر. لقد أردت أن أظهر للإماراتيين أن هذه لم تكن صفقة مقايضة».