الضجيج الصهيوني وأحاديث قيادات الكيان المتكررة بشأن الخيار العسكري وتوجيه ضربات عسكرية إلى المنشآت النووية الإيرانية يكشف قدراً كبيراً من العجز «الإسرائيلي» تجاه إيران. فعندما خشي الكيان الصهيوني من البرنامج النووي العراقي فإنه ضربه من دون ضجيج مسبق، وكذلك فعل مع الأنشطة النووية السورية، وقبلها دمر البرنامج الصاروخي المصري واغتال علماء ذرة مصريين... فما ضجيج اليوم سوى عجزٍ وفقرٍ في خيارات «تل أبيب» العسكرية والاستراتيجية.
خريطة توزيع القوى في المنطقة ترجح قوة إيران ولا تسمح للكيان بتنفيذ أي عمل عسكري استراتيجي يمنع إيران من استكمال مشروعها النووي. ودعكم من كل الضجيج المتلفز، فالصهاينة اليوم لا يملكون ما يسمى الخطة (أ) أو الخطة (ب)، ويعترفون بأنهم لم يستطيعوا حتى الآن هدم الإرادة الإيرانية، وكل عمليات التخريب التي تمت والاغتيالات التي نفذت لم تؤد إلا إلى زيادة صلابة الإرادة وتعويض القدرات المفقودة بسرعة والمضي بخطوات سريعة على طريق امتلاك التكنولوجيا النووية.
منذ أيام الإمام الخميني وحتى اليوم وإيران تحرم السعي لإنتاج سلاح نووي. ومع ذلك فإذا ذهبت الفتوى إلى أن إنتاج سلاح نووي هو حاجة ضرورية فإنه سيكون؛ ولكن للدفاع عن النفس وليس للعدوان على الآخرين.
عموماً وبشأن محادثات فيينا فإن المأزق الصهيوني الأمريكي كبير ومعقد للغاية، حيث إن العودة إلى اتفاق عام 2015 ستعني تفلت إيران من العقوبات ومن الالتزامات، كون الاتفاق مزمناً بسنوات محددة ستكون طهران من بَعدها طليقة، في حين أن اللا اتفاق سيقرّب هو الآخر الجمهورية الإسلامية من الحافة النووية، وكلتا الفرضيتين سيّئة بالنسبة للصهاينة.