«لا» 21 السياسي -
في دراسته المنشورة على موقع (The Intercept) وعنوانها: «حزب الحرب: من بوش إلى أوباما، ومن ترامب إلى بايدن.. العسكرة الأمريكية هي الموُحِّد الأعظم»، يرصد الصحافي والكاتب السياسي الأمريكي جيريمي سكاهيل كيف ساهمت سياسات الحزب الديمقراطي في تعزيز اتجاهات عسكرة السياسة الأمريكية، سواء من خلال الرؤساء الديمقراطيين بشكل مباشر أم عن طريق دعم ومساندة الرؤساء الجمهوريين.
وسكاهيل هو أحد أهم المراسلين العسكريين والصحفيين الاستقصائيين في الولايات المتحدة، ومؤلف كتابين كانا ضمن الأكثر مبيعاً على مستوى العالم: «الحروب القذرة: العالم ساحة معركة»، و»بلاك ووتر: صعود جيش المرتزقة الأقوى في العالم»، وهو الذث قدّم تقارير وتحقيقات استقصائية للكشف عن أسرار الحروب التي اندلعت في أفغانستان والعراق والصومال واليمن ونيجيريا ويوغسلافيا.
ويقول سكاهيل إن بايدن قبل رئاسته كان لاعباً أساسياً في كارثتي أفغانستان والعراق، سواءً على مستوى التأييد أم صياغة أجزاء كبيرة من قانون «باتريوت»، وكان أحد أكثر المدافعين المتحمسين عن العدوان «الإسرائيلي» وجرائم الحرب التي تُرتكب في حق الفلسطينيين، كما أسهم -بصفته نائباً للرئيس- في تقنين السياسات الكارثية لأوباما.
وعلى جانب آخر، تعهد بايدن في وقت مبكر من دخوله البيت الأبيض بإنهاء كل الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية في العدوان على اليمن؛ ولكن على أرض الواقع واصلت الولايات المتحدة دعم «حملة الأرض المحروقة» السعودية من خلال التظاهر بأنها حملة دفاعية بينما هي ليست كذلك على الإطلاق.
ولم تزل البحرية الأمريكية تدعم الحصار السعودي الكارثي لليمن الذي خلف أوضاعاً إنسانية مأساوية هناك، خاصة بالنسبة للأطفال، مع وجود 5 ملايين يمني على بعد خطوة واحدة من المجاعة والأمراض المصاحبة لها، بالإضافة إلى 10 ملايين آخرين على وشك دخول مرحلة الخطر تلك.
في السياق، رفض مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قرار كان يستهدف منع بيع صواريخ متقدمة «جو-جو» متوسطة المدى وقاذفات صواريخ وأسلحة أخرى للسعودية.
جاء رفض مشروع القرار بأغلبية 67 صوتاً مقابل موافقة 30 صوتاً على الصفقة التي أقرتها وزارة الخارجية الأمريكية وتشمل 280 صاروخاً (إيه آي إم-120سي-7/ سي-8) «جو- جو» متوسطة المدى المتطورة «أمرام»، و596 راجمة صواريخ «إل إيه يو-128» إلى جانب حاويات وعتاد للدعم وقطع غيار ودعم هندسي وفني تقدمه الحكومة الأمريكية ومتعاقدين.
وسبق أن أعلن البيت الأبيض أنه يعارض بشدة قراراً لمجلس الشيوخ يمنع البيع المقترح.
وقال مكتب إدارة الميزانية التابع للبيت الأبيض في بيان إن صدور قرار مجلس الشيوخ «من شأنه أن يقوض التزام بايدن بالمساعدة في دعم دفاعات شريكتنا في وقت تتزايد فيه هجمات الصواريخ والطائرات المسيرة على المدنيين في السعودية»، حسب بيان حزب الحرب الأمريكي.