لا ميديا -
في ظل الحديث عن انسحاب القوات الأمريكية القتالية من العراق، التي تواجدت في هذا البلد، تحت ذريعة قتال تنظيم "داعش" الوهابي الإرهابي، نتذكر أحد كوادر فصائل المقاومة العراقية، خلال مراحلها المختلفة الذين واجهوا بحق هذا التنظيم، وأحد قادة الحشد الشعبي الذي تشكل عقب سيطرة تنظيم "داعش" على مساحات واسعة في عدد من المحافظات الواقعة شمال بغداد. مسيرة استثنائية قل نظيرها تحفل بالشجاعة والإيثار لرجل قضى حياته في درب مقاومة الظلم والجهاد والتضحية.
ولد حاتم أسود محمد المعروف بـ"أبو منتظر المحمداوي" في محافظة ميسان عام 1967، التحق بقوات بدر في 1984.
عرف عنه في تلك المرحلة قدرات استطلاعية رفيعة المستوى، من خلال تمكنه من عبور التضاريس الجغرافية المختلفة في كافة الظروف والأوقات، كما امتاز بالشجاعة الاستثنائية في الاقتراب ورصد النقاط الخطرة بدقة عالية، ما أهله ليتولى مسؤولية الاستطلاع في أحد المحاور.
كان أحد أبرز مؤسسي مقر العمل في الداخل ضد قمع وسطوة النظام الديكتاتوري، كما كان من المشاركين الفاعلين في الانتفاضة الشعبية في ميسان.
أبرز المؤسسين للعمل الجهادي في منطقة "أهوار العمارة"، وأحد قادته الميدانيين الذين أشرفوا ونفذوا العديد من العمليات في تلك المرحلة.
من أوائل المبادرين إلى رفض الاحتلال الأمريكي وضرورة مقاومته، فعمل على تنظيم وتنفيذ عدد من العمليات ضد الاحتلال الأمريكي والبريطاني، وأشرف على العديد من العمليات ضد قواتهما.
شارك في معركة الدفاع عن سورية والمراقد المقدسة فيها، بوجه حرب الجماعات التكفيرية التي شنت ضدها بتدبير من أمريكا وحلفائها منذ العام 2011 وما بعده.
بعد اجتياح مجموعات تنظيم "داعش" للعراق في 2014، كان من أوائل القادة الذين تسلموا مسؤولية الإعداد والتعبئة ورص الصفوف في التصدي لهمجية زحف "داعش" والحد من تمدد سيطرتها من جهة، ولاحقا في التخطيط والإعداد للانتقال إلى المرحلة الهجومية لتحرير البلد، حيث تولى قيادة العمليات في بدر.
كسرت قدمه في إحدى العمليات في قاطع سامراء، لكن ذلك لم يمنعه من مواصلة مهامه في قيادة العمليات، وسرعان ما عاد إلى تولي هذه المسؤولية ميدانياً.
استشهد أثناء معركة تحرير مدينة الفلوجة، وهي المعركة التي تمكنت فيها قوات الحشد الشعبي من استكمال تحرير محافظة صلاح الدين كلها.