«مواقع النجوم».. هاني عابد
- تم النشر بواسطة موقع ( لا ) الإخباري
لا ميديا -
إذا كان الشهيد محمود الخواجة يوصف باليد اليمنى لفتحي الشقاقي، فإن هاني عابد كان ذراعه اليسرى بلا شك.
هما وجهان للمعركة: الأول في الميدان يكتبه الشهداء بالدم، والثاني على الورق والأثير يصنعه رجال من وراء الرجال حتى يؤرخوا للمرحلة. هذه هي القاعدة التي رسّخها الشهيد هاني عابد، الملقب بمهندس الإعلام المقاوم في فلسطين. قرأ في عيون الأمين العام لحركته، الجهاد الإسلامي، الحاجة إلى من يكتب الرواية على حقيقتها للأجيال المقبلة، تصدياً لآلة التزييف الصهيونية، فجاء القرار بإنشاء صدى مقاوم يعبر عن الحالة الثورية التي تعيشها الجماهير، فأسس باكورته في فلسطين: صحيفة "الاستقلال" (1994) التي ماتزال تصدر في غزة حتى الوقت الحاضر، بعد منع توزيعها في الضفة منذ 2007، ومايزال اسمه يظهر على الصفحة الأخيرة لـ"الاستقلال" مديراً عاماً حتى الآن.
خصص الشقاقي وعابد صفحة تحت اسم "نجوم فوق الجبين" لعرض سير شهداء الانتفاضة في أعداد الصحيفة.
ولد هاني محمود عابد في مخيم جباليا، في شمال قطاع غزة، عام 1962. هاجرت أسرته عام 1948، من قرية في فلسطين المحتلة. منذ صغره، شاهد جنود الاحتلال وهم يقتحمون بيته ويعتقلون والده عام 1971، ليسجن 9 أشهر، ولم تغب هذه الصورة يوماً عن مخيلته، حيث كان يتذكر دوماً تلك الساعات الباكرة التي يخرج فيها بصحبة والدته لزيارة والده، داخل السجن "الإسرائيلي" لتزيده الأيام وعياً إلى وعي.
درس في مدارس الوكالة بالقطاع ثم التحق بكلية العلوم في غزة عام 1980، وهناك تعرف على نمط مغاير من الطلاب الثوار، تميز عن باقي التجمعات، فاقترب منهم وسمع كلاماً لم يسمعه من قبل، وعرف أن فلسطين والإسلام توأمان لا ينفصلان. وكانت هذه بداية تعرفه على حركة الجهاد الإسلامي. ثم التقي بعدها بالقائد فتحي الشقاقي لينضم معه إلى المسيرة المظفرة في تأسيس وقيادة حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، فأصبح أحد القادة الهامين فيها، حيث تنقل قبل استشهاده في عدة مواقع ومناصب سياسية قيادية.
أكمل دراسته العليا في جامعة النجاح الوطنية بنابلس، وحصل منها على درجة الماجستير في الكيمياء عام 1988.
عام 1991، اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي بتهمة إيواء أحد أقربائه، وحكم عليه 6 أشهر إدارياً، ورحّل إلى معتقل النقب الصحراوي. خرج ليتولى مسؤولية الجماعة الإسلامية -الإطار النقابي الطلابي في الجامعة لإيمانه بأهمية دور الطلاب في الصراع الدائر على أرض فلسطين.
شارك في تأسيس صحيفة "الاستقلال" التابعة للجهاد الإسلامي في فلسطين وتولى بنفسه إدارتها العامة، كما قد عمل محاضراً في كلية العلوم والتكنولوجيا في خانيونس منذ عام 1993 حتى استشهاده.
اعتقلته السلطة الفلسطينية 1994 عقب قيام الجناح العسكري للجهاد الإسلامي بتنفيذ عملية عسكرية قتل خلالها 3 من الجنود الصهاينة اتهمه الكيان الصهيوني بالمسؤولية عن العملية والتخطيط لها، وكان أول معتقل سياسي لهذه السلطة. وبسبب نشاطه المتزايد داهمت قوات الاحتلال الصهيوني منزله لاعتقاله ولم تجده، فأصبح مطلوبا لها.
استشهد في 2 نوفمبر 1994، بوضع عبوة ناسفة في سيارته، انفجرت بمجرد أن أدار محركها.










المصدر موقع ( لا ) الإخباري