لا ميديا -
«اشتقت لك أخي، بقدر حنانك الذي كان يغمر الكون والأشياء. بقدر الوهج الذي يسكن ابتسامتك الشامخة الدافئة. بقدر الإحسان الذي كنت لا تنفك تجود به لكل من حولك. كان الوفاء سمة لا تفارقك. لحقت سريعا بزيد في فترة لم تتجاوز 25 يوما. علمتنا أن عظمة التضحية تمحو آلام الحرمان، ولذا خبأت في قلبي معاني شجاعتك فخففت عني أعاصير اشتياقي لك. ما زالت نبرة صوتك واضحة، أسمعك جليا وأنت تحثنا على الجهاد والإنفاق والإخلاص. ما زلت أشعر بخفقات قلبك المجهدة وهي تتحدى الآلام، ثم تعلو بشموخ إلى مصافي الخلود. أعدك أن أقتفي أثر الصمود والكبرياء الذي سرت عليه ولا أحيد عنه أبدا» (أخت الشهيد أحمد المطهر).
ولد أحمد علي أمير الدين  المطهر عام 1988 في الحصبة/ الثورة/ أمانة العاصمة. نشأ في أسرة تحب العلم وتهتم بالتعليم، فدرس وتلقى العلم في أمانة العاصمة، والتحق بالمراكز العلمية، ثم الجامعة التي حصل فيها على البكالوريوس في الشريعة والقانون. كانت له اهتمامات ثقافية فتحرك في الجانب الثقافي والتوعوي ليكون صاحب قلم نجح في نقل الحقيقة وإيضاحها. عُرف بجوده وإيثاره المستضعفين والفقراء على نفسه.
التحق بالمسيرة القرآنية منذ الحرب الرابعة. لم يقف جهاده عند حدود الجبهة الثقافية التوعوية حيث كان مشرفاً على منطقته، بل إنه، ورغم معاناته من مرض في القلب، آثر الذهاب إلى ميادين القتال مجاهداً ضد العدوان السعودي الأمريكي الذي أمعن في قتل الأبرياء من أبناء الوطن. كان مكلفاً بتأمين الخط الرابط بين كرش والعند في جبهة لحج، وهناك ارتقى أخوه زيد شهيداً في 15 نيسان/ أبريل 2015، وعقب إتمام تشييعه في صنعاء عاد فوراً إلى الجبهات بعزيمة قوية رافضاً الذل والخضوع للأعداء والمنافقين. اشتدت المعارك في جبهة لحج، وشن العدوان السعودي الأمريكي مئات الغارات على منطقة العند، وبعد أقل من شهر من استشهاد أخيه ارتقى هو أيضاً إلى جوار ربه شهيداً إثر غارات الطيران الكثيفة في 11 أيار/ مايو 2015.