«لا» 21 السياسي -
في الأسابيع الأولى من العدوان تلقيت على الماسنجر عدداً من رسائل التهديد والوعيد والشتم والشماتة. كان المرسل ابن أحد مشائخ ومقاولي حرم السفير علي محسن الأحمر. وكانت صورة بروفايله على الفيسبوك تجمعه مع الأحمر جنباً إلى جنب.
المهم، في إحدى الرسائل يقول هذا المرتزق الصغير فيما أتذكر إنهم «حرروا» حرض وسيدخلون صنعاء وسيأتون إلى رداع وسيفجرون بيتي، وإن أردت النجاة فعليّ الهرب إلى صعدة «عند سيدك» (يقصد السيد عبدالملك الحوثي).
مرت الأحداث والسنوات ولم تتحقق الشماتة، وبقيت حرض حرة مستقلة طاهرة من الدنس السعوإماراتي، ولم أعلم بعد إن كان ذلك المرتزق الصغير ضمن اللواءين اللذين تبخرا من الألوية العشرة التي جندتها السعودية لاحتلال حرض، وهل شاهد بأم عينه -إن تبقت له عين- فرار الجنود السعوديين بالمدرّعات من ساحة القتال وتركهم الألوية المسانِدة لهم من دون دعم، وهل رأى تدمير وإحراق وإعطاب أكثر من 40 آلية ومدرّعة عسكرية بينها عربة اتصالات وكاسحة ألغام وتدمير راجمة صواريخ وإحراق أكثر من 60 صاروخ كاتيوشا وإسقاط طائرة تجسّسية مقاتلة من نوع (CH4) صينية الصنع وطائرة تجسّسية صغيرة فضلاً عن إعطاب وتدمير 7 مدافع من عيارات ثقيلة ومتوسّطة، أم أنه كان ضمن الصرعى والبالغين أكثر من 580 قتيلا وجريحا بينهم أكثر من 200 قتيل؛ أم أنه صار مرافقاً لقائد ما يسمى المنطقة الخامسة مرتزقة، المرتزق يحيى صلاح، ومراقصاً له في أحد استوديوهات الدنس والدانس في الرياض!!
تذكرت تهديدات المرتزق الصغير ذاك واستدعيت مشاهد معركة حرض وأنا أقرأ تصريحات المرتزق الكبير محمد علي المقدشي، التي يقول فيها إن حرض معهم، وأن ما سقط هو معسكر المحصام لا غير. وبغض النظر عن كذبه المستمر فهذا الطبل يعلم جيداً أن هذا المعسكر هو حرض وأن حرض هي هذا المعسكر.
كما يعرف تماماً أن رجال الله على تخوم جيزان؛ ولكن ما الذي سيبقيه مرتزقاً وزيراً؟! وما الذي سيبقي ابنه مرتزقاً ملحقاً إن لم يقل ذلك؟!