الخازوق
- تم النشر بواسطة «لا» 21 السياسي

«لا» 21 السياسي
«لقد عاهدونا ووعدونا بالكثير مما لم أعد أحصيه ولا أتذكّره؛ لكنّهم لم يحترموا من كل وعودهم إلا واحداً: قالوا إنهم سيأخذون بلادنا منا، وقد نفّذوا ذلك فعلاً».
(ريد كلاود، زعيم هندي من سكّان أميركا الأصليين)
يعتبر شاه إيران، محمد رضا بهلوي، المثل التاريخي الأبرز على سياسة أمريكا في التعامل مع دنابيعها. فإمبراطور إيران الذي قدّم لواشنطن الغالي والنفيس ونفذ سياستها في المنطقة واتبع تعليماتها قاوم الإغراءات التي قدمها الاتحاد السوفييتي في سبيل إخلاصه لواشنطن، وعند الامتحان الحقيقي إبان ذروة الثورة الإسلامية أرسل كبير مستشاري الأمن القومي الأمريكي بريجنسكي رسالة دعم: «لا تقلق، نحن معك، ولن يستطيع أحد تحريكك من فوق كرسي الحكم. نحن نرتّب لكي يكون ابنك هو الحاكم القادم لإيران».
بعدها بساعات خرج من طهران هارباً ليجدهم أقفَلوا جميع الخطوط في وجهه وضيقوا عليه البلدان، فلم يستطع حتى التواصل معهم. حتى أبناؤه مُنعوا من العودة إلى مقاعدهم الدراسية. والألم الأكبر -كما يقول محمد حسنين هيكل- أن الشاه اكتشف أن هناك اسماً رمزياً كانت تطلقه الولايات المتحدة الأمريكية على تحركاته في أوراق الإدارة الأمريكية ووثائقها، وأن هذا الاسم ألصق به منذ لحظة مغادرته طهران، وعرف أن هذا الاسم الرمزي كان بالحرف «عملية الخازوق». وحين وصل إلى مصر هارباً استقبله الرئيس المصري السادات. والدموع في عينيه يقول: «لقد عرفت أنهم كانوا طول الوقت يسمونني الخازوق».
المصدر «لا» 21 السياسي