«لا» 21 السياسي -
اتقِ الله وأنت من شاءت الصدف أن تكون عاقلاً للحارة، وأنت الذي لم تحلم يوماً بأن تصبح كذلك حتى وأنت تحشد لمهرجانات أغسطس وتردد «بالروح، بالدم...» في هتافات السبعين. مرت عليك أربع سنوات عاقلاً للحارة بعد أن توفي العاقل السابق رحمة الله تغشاه، وطوال هذه السنوات «كثر شاكوك وقل شاكروك» كما قالوا في الأثر.
قد لا تقرأ هذا، وأنت الذي بالكاد تفك الخط، وإن قرأت فلن تفقه ما أقول، وإن أفهمك أحد مرافقيك أو رفاقك فقد تستمر في حرماني من دوري الربع سنوي في تعبئة أسطوانة الغاز ومن حقي في السلة الغذائية، وقد تواصل بيعهما باسمي وربما تعاود تحريض المؤجر ضدي، وربما أتعرض لبلطجتك أنت وشلة «شيلني أشيلك» وشيالين القعادة؛ غير أن كل ذلك لا ولم يعد يهم.
اتق الله! يقف طابورٌ طويلٌ من النساء والأطفال والشيوخ (ليس المشائخ) أمام بوابتك طلباً لدبة غاز، وتخرج عليهم غاضباً غضوباً صارخاً في وجوههم: ما بش غاز! في الوقت ذاته يصل أحدهم ومرافقوه على سيارته الفارهة فتركض إليه بدبتي غاز ممتلئتين لتملأ جيبك وتملأ قلوب من في الطابور ألماً وغيظاً!
اتق الله! توزع السلل الغذائية على معارفك وشلتك وتقفز على المحتاجين ومنهم أسر شهداء وتهدد كل من يراجعك بأنه مرجف ومع العدوان.
اتق الله! فلم يجدك الناس قط في موقف يحبه الله ورسوله، ولا يوجد مواطن في حارتك إلا طاله ظلمك!
وكله كوم ومساندتك للمؤذين في الحارة وسكوتك عن مجانينها كوم ثان. وكم اشتكى الناس منهم؟! وبدلاً من أن تقف مع الناس تقف مع من يؤذيهم!
الناس الذين ظنوا بك خيراً يزدادون هُزالاً، بينما يزداد كرشك تدلياً إلى الأرض، وهو الذي سيسقطك في النهاية!
اتق الله وأعلم أن المعقلة تكليف لا تشريف، وإن كان اليوم لك فالغد عليك. وللأسف فلا لوم عليك، بل على الناس اللي راضين وساكتين! وعموماً كل ما سبق مجرد إشارة، والحر تكفيه المقالة!