لا ميديا -
لم يكتفِ بعمله السياسي والجماهيري والتثقيفي، فإيمانه الراسخ بأن الاحتلال المريح هو خطيئة يتحمل مسؤوليتها أولئك القابعون تحت الاحتلال، قد دفعه للتوجه إلى ميدان العمل الجهادي المباشر، ومنه دوره الفاعل في خلية اختطاف الجندي الصهيوني نحشون فاكسمان عام 1994، إحدى أكثر العمليات إيلاما للاحتلال.
ولد صلاح الدين نور الدين دروزة عام 1964 في مدينة نابلس، ودرس في مدارسها، والتحق بجامعة القدس لدراسة علم الأحياء، وأسس فيها عام 1984 «الكتلة الإسلامية»، الإطار الطلابي لحركة حماس. وبعد تخرجه في العام 1986 عمل عضوا أساسياً في لجنة الطوارئ المشرفة على نشاطات الانتفاضة الأولى، وكانت إحدى مهامه طباعة وتوزيع البيانات، فحظي بإعجاب سكان المدينة، لقدرته على العمل في أصعب الظروف.
اعتقل إدارياً عام 1989 في سجن النقب، لنشاطه الواسع خلال الانتفاضة. واعتقل ثانية عام 1990 وتنقل بين عدة سجون صهيونية. تمتع بشخصية قوية، وبإجادته التامة للغة العبرية، وعناده وتحديه لبطش وإغراء الجلادين الصهاينة، فمثل الأسرى بمواقفه الصلبة أمام إدارات السجون وسعى لانتزاع المكاسب للحركة الاعتقالية.
أبعد مع 415 قائداً إلى مرج الزهور في جنوب لبنان، بعد الضربات المتوالية التي وجهتها فصائل المقاومة للصهاينة، ومنها اختطاف كتائب القسام الجندي الصهيوني نسيم طوليدانو وتصفيته نتيجة رفض الصهاينة مبادلته بأسرى فلسطينيين.
اعتقل في سجون السلطة الفلسطينية مرتين، ليخرج بعدها أكثر إصراراً على مواصلة الطريق.
برز كقائد جماهيري وشعبي ينظم ويجمع ويقود، في الانتفاضة الأولى والثانية، وتمتع بعلاقات واسعة ومميزة مع الشرائح والفصائل الفلسطينية في المنطقة، لذلك مثل حركة حماس في لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة نابلس، وعرف بمواقفه التوفيقية والتجميعية، ما جعله محل إجماع وقبول من الجميع.
في 25 تموز/ يوليو 2001 أطلقت طائرات الاحتلال الصهيوني 5 صواريخ على سيارته، وحولته إلى أشلاء متناثرة ومتفحمة، ولم يبق من جسده سوى قدميه وحذائه.