«لا» 21 السياسي -
كشفت وثائق سرية بريطانية أن السعودية وقطر أيدتا سرا زيارة الرئيس المصري الراحل أنور السادات إلى القدس المحتلة عام 1977، والتي تمخضت عن اتفاقية كامب ديفيد الخيانية، على عكس مواقفهما المعلنة.
وأشارت الوثائق، التي كشفت عنها (بي بي سي)، إلى أن عضو مجلس الأمن القومي الأمريكي ويليام كوانت كشف للبريطانيين أن ولي العهد السعودي آنذاك فهد بن عبدالعزيز «أظهر للأمريكيين بالفعل أنه يؤيد السادات سرا»، وفق تقرير من السفير البريطاني في واشنطن.
وبحسب الوثائق، لم تكن السعودية وحدها التي أيدت السادات، وفق ما قال المصريون والأمريكيون، فقد أيدت قطر زيارة القدس المحتلة، حسبما أبلغ السفير البريطاني في الدوحة حكومته بعد 5 أيام من عودة السادات.
وقال السفير ديفيد كراوفورد: «اتخذ خليفة بن حمد آل ثاني (جد الأمير الحالي تميم بن حمد) سرا موقفا مساندا حذرا لمبادرة السادات. ونصح في ما يبدو مندوبي سورية ومنظمة التحرير الفلسطينية (في قطر) بالتريث وعدم الهجوم قبل معرفة نتائجها».
ويتزامن الكشف عن هذا الدور الخياني للرياض والدوحة لصالح «الإسرائيليين» وبحق فلسطين مع تواصل انفضاحهما في القيام بأدوارٍ خيانية جديدة بعد الأحداث التي ظهرت مؤخرا، وليس آخرها مناقصات ابن سلمان الاستثمارية في الشركات «الإسرائيلية» ومزايدات تميم بحصار الفلسطينيين وبدمائهم تطبيعاً مع الصهاينة.
حيث يستعد جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لاستثمار حوالى 3 مليارات دولار في شركات تكنولوجية «إسرائيلية» لإنشاء «ممر استثماري» بين الاحتلال والسعودية.
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية في تقرير خاص أن الأموال التي جمعها جاريد كوشنر من ابن سلمان سيتم استثمارها قريباً بشكل مباشر في شركات التكنولوجيا الفائقة «الإسرائيلية».
وقالت «وول ستريت جورنال» إن الاستثمار كان «أول مثال معروف يتم من خلاله توجيه أموال صندوق الاستثمارات العامة السعودي إلى إسرائيل، وهي علامة على رغبة المملكة المتزايدة في القيام بأعمال تجارية مشتركة، رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية بينهما».
واعتبرت الصحيفة أن الأمر يعد علامة على دفء العلاقات بين خصمين تاريخيين، ويمكن أن يساعد أيضاً في إرساء الأساس لاتفاق تطبيع بين البلدين.
ولفتت «وول ستريت جورنال» إلى أنه «في محادثات مع القادة السعوديين حذر كوشنر وفريقه من أن الرياض قد تخسر إمكانية الوصول والفرص فيما سموه «وادي السيليكون في الشرق الأوسط» لصالح جيرانها الذين وقعوا «اتفاقيات إبراهيم» مع «إسرائيل».
وكوشنر هو قطب عقارات ثري تزوج عام 2009 من إيفانكا ابنة ترامب، التي اعتنقت اليهودية من أجله.
وقبل دخوله كمستشار لترامب في البيت الأبيض، كان يكرس وقته لعمله في مجال العقارات ولصحيفته «ذي نيويورك أوبزرفر» التي اشتراها عام 2006.
بالتزامن أيضاً كشفت قناة «كان» العبرية عن وصول طائرة تنفيذية «إسرائيلية» إلى مطار العاصمة القطرية الدوحة قادمةً من «مطار بن غوريون» في «تل أبيب»، بعد يومٍ واحدٍ فقط من اغتيال الصهاينة للصحفية الفلسطينية في قناة «الجزيرة» القطرية، شيرين أبو عاقلة.
يأتي ذلك للفصل الجلي بين الدور الذي قدمته أبو عاقلة في فضح جرائم الصهاينة وبين الدور القطري في تبرير الجرائم «الإسرائيلية» وفي التطبيع معهم، وهي المخاتلة التي تنبه لخطورتها الكثيرون عقب اغتيال شيرين، ليستذكر الناشطون محطات من تاريخ «الجزيرة» استضافت فيها قادة وناطقين باسم الاحتلال «الإسرائيلي» فيما كانت الأراضي الفلسطينية وحتى لبنان يشهدان أعنف الحروب العدوانية «الإسرائيلية» وأقساها، مطالبين حكام الدوحة بالعدول عن سياستهم في استضافة المجرمين على شاشتها «الجزيرة» وإفساح المجال أمامهم لنقل ذرائعهم وتبرير جرائمهم.