قمح ماو وماكينة مهاتير محمد
- تم النشر بواسطة «لا» 21 السياسي
«لا» 21 السياسي -
في أول مؤتمرٍ صحفي له بُعيد ترؤسه الحكومة الماليزية، تحدث ابن بائع الموز، مهاتير محمد، عن خطته لنهضة ماليزيا، مفصلاً أساسياتها ومرتكزاتها ومراحلها وتزمينها و... و... وفي نهاية حديثه سأله أحد الصحفيين: لماذا لم نسمعك تتحدث عن الإسلام طوال حديثك؟! فأجاب مهاتير: ما تحدثت عنه هو الإسلام.
وفي زيارة إلى الصين قام بها مجموعة من الرفاق اليساريين من دولة الجنوب سابقاً إبان الحكم الاشتراكي التقوا خلالها بالزعيم الصيني ماوتسي تونغ في كوخه الجبلي، حدثوه عن ثورة البروليتاريا في الجنوب وكيف صار اليمن الجنوبي قبلة الاشتراكيين العرب وغير العرب و... و... فإذا بماو يقاطعهم متسائلاً: هل لديكم مساحات كبيرة تصلح للزراعة؟! استغرب الوفد لسؤاله وأجابه أحدهم: نعم أيها الرفيق العزيز. رد ماو: ازرعوها قمحاً وذرة. ثم صمت وواصل النظر والتأمل إلى الأفق الممتد أمامه.
في بداية تسعينيات القرن الماضي التقى زعيم عربي مشهور بوفدٍ عسكريٍ يمني مع انتهاء دورتهم العسكرية في بلاده، وسألهم عن أهم المأكولات الشعبية اليمنية، فأجابوه بذكر الكثير منها، ولاحظ الرئيس العربي أن القاسم المشترك لمعظم تلك الأكلات هو القمح، فسألهم عن حجم المساحات المزروعة قمحاً في اليمن؛ لكن لم يكن أحدهم يعرف الإجابة، ثم سألهم مرةً أخرى عن عدد سكان اليمن حينها ومقدار ما يحتاجونه من القمح سنوياً، ولم يجيبوه بالطبع، لجهلهم بذلك، فخلص ذلك الزعيم للقول: صدقوني، لو تحاصركم السعودية لمدة عامٍ واحد لقتلتكم من الجوع!
للتأمل لا غير.
المصدر «لا» 21 السياسي