لا ميديا -
اعتبرت معركة جنين من أبرز محطات الصمود والانتصار في التاريخ الفلسطيني المعاصر؛ إذ كانت التجربة العسكرية الفريدة في تاريخ الانتصارات الفلسطينية من داخل فلسطين المحتلة. فقد اقتحم جيش الاحتلال مخيم جنين بعد محاصرته ضمن خطة حكومة آرئيل شارون فيما سمي «عملية السور الواقي» الشهيرة.
كان زياد قائد كتائب شهداء الأقصى، أحد القادة الأربعة الذين أداروا معركة الدفاع عن المخيم، حيث دارت معركة ضارية في أزقة المخيم من 1 حتى 15 نيسان/ أبريل 2002، بين 200 من المقاومين المسلحين بأسلحة خفيفة مقابل كتيبة عسكرية صهيونية من لواء «جولاني» مجهزة بالدبابات والجرافات وطائرات الأباتشي.
ولد زياد العامر في مخيم جنين. درس في مدارس وكالة الغوث الدولية، ثم درس الأدب الإنجليزي بجامعة القدس المفتوحة في جنين.
عُرف منذ صغره بمقارعة الاحتلال. أصيب عام 1984 برصاصة في قدمه. ومع اندلاع الانتفاضة الأولى اعتقل وحُكم عليه بالسجن 25 عاماً، لنشاطه في مقاومة الاحتلال وملاحقة العملاء في جنين. قضى سبعة أعوام ونصف العام متنقلا بين سجون الاحتلال. أفرج عنه عام 1994 بموجب اتفاقات أوسلو.
عمل مدرسا للغة الإنجليزية في مدينة جنين، ثم التحق بصفوف الأمن الوقائي. ومع اندلاع انتفاضة الأقصى، تعرض للعديد من محاولات الاغتيال؛ لكنه نجا منها جميعاً بسبب يقظته.
هدمت جرافات الاحتلال بيت عائلته المكون من 4 طوابق، واعتقل الاحتلال والده واثنين من إخوته.
قبل اجتياح المخيم شارك في الاجتماعات الدورية لقيادات الفصائل للتجهيز للمعركة المقبلة، وتشكيل القيادة المشتركة. أوكلت إليه مهمة الإشراف على المواقع وتفقدها والاهتمام بتوفير المؤن الغذائية للبيوت الواقعة على خط المواجهة.
في 5 نيسان/ أبريل 2002، كان يزور أحد المواقع على خط المواجهة الأول، حيث توغلت وحدة خاصة من جيش الاحتلال، فأصر على الاشتباك معها، فأصيب برصاصة من قناص صهيوني، ليرتقي شهيدا .