«لا» 21 السياسي -
سأل مات كينارد، مراسل موقع «ديكلاسيفايد» (Declassified) البريطاني، في سياق حوار مطول وجريء وغير مسبوق، زعيم حزب العمال البريطاني السابق، جيريمي كوربن: «لماذا هذا الإجماع بين الحزبين البريطانيين على دعم الدكتاتورية الوهابية في الرياض، وهي سياسة لا يمكن الدفاع عنها بوضوح؟!». أجابه كوربن بأن «السعودية وبريطانيا لديهما علاقة اقتصادية وسياسية وعسكرية وثيقة للغاية. فالأمر ليس جديداً. يعود الأمر مباشرة إلى تأسيس السعودية التي كانت اختراعاً بريطانياً في البداية».
وأوضح الكاتب أن السعودية تستورد حوالى 40 في المائة من إجمالي صادرات الأسلحة البريطانية. المقاول الرئيسي هو شركة (BAE Systems) البريطانية، التي باعت أسلحة بقيمة 17.6 مليار جنيه استرليني على الأقل للسعوديين منذ أن بدأت الرياض حربها على اليمن. تضمنت الحملة الجوية السعودية المدعومة من المملكة المتحدة في اليمن بشكل روتيني جرائم حرب، بما في ذلك قصف المدارس والمستشفيات. لكن حزب العمال في ظل كوربن هدد بإفساد هذه «العلاقة الخاصة» الحميمة بين المملكة المتحدة والسعودية للمرة الأولى.
قال كوربن: «لقد قابلت أكثر المستويات غير العادية من جماعات الضغط والمعارضة من نواب حزب العمال. لقد دفعت إلى إصدار إعلان بأننا سنوقف جميع تجارة الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية». وأضاف أنه تدخل أيضاً «للتأكد من أن الوفد السعودي لن يتم الترحيب به كمراقبين في مؤتمر حزب العمال. كانت هناك معارضة كبيرة لذلك من قبل الكثير من الناس، وقلت: لا، بينما يقصفون اليمن ونحن نعارض مبيعات الأسلحة إلى السعودية، سيظل هذا قائماً».
يقول كوربن إنه قدم بعد ذلك اقتراحاً برلمانياً لتعليق مبيعات الأسلحة إلى السعودية. يضيف: «لقد التقيت بأكثر المستويات غير العادية من جماعات الضغط والمعارضة من نواب حزب العمال الذين قالوا إن ذلك يضر بالوظائف، ويلحق الضرر بالشركات البريطانية الكبرى، وشركة بريتيش إيروسبيس وغيرها، وأنه لا يمكنك المضي قدماً في هذا الأمر، فهذا سيسبب الذعر والضرر داخل مجتمعاتنا والدوائر الانتخابية». أجابهم كوربن قائلاً: «أنا أفهم تماماً الآثار المترتبة على التوظيف على مدى فترة طويلة على هذا؛ ولكن إذا كنا جادين بشأن حقوق الإنسان، ونحن -وأنتم على ما يبدو- كذلك، يجب أن تكون هذه هي السياسة: نحن نعلق مبيعات الأسلحة ونحن نحمي تلك الوظائف من أجل تحويل تلك الصناعات إلى شيء آخر».
في تشرين الأول/ أكتوبر 2016، قدم كوربن هذا الاقتراح إلى مجلس العموم، داعياً إلى وقف دعم المملكة المتحدة لآلة الحرب السعودية. صوت مائة من أعضاء البرلمان العماليين ضد اقتراحه أو امتنعوا عن التصويت.
قال كوربن: «كان هذا أكبر تمرد على الإطلاق ضد ولايتي كزعيم للحزب. لقد شعرت بالفزع والحزن وخيبة الأمل بسبب ذلك. ويظهر فقط مدى عمق ضغط تجارة الأسلحة... القوة المحركة للسياسة الخارجية غالباً ما تكون مدفوعة بمصالح أولئك الذين يقومون بتصدير الأسلحة».