لا ميديا -
فتاة جميلة، شقراء، ثرية، مغربية الأصل والنشأة، فلسطينية العشق والانتماء، آمنت بالفكرة وبالثورة طريقاً، وأدارت ظهرها لكل مظاهر الترف، واختارت أن تضع حياتها ثمناً للقضية الفلسطينية، من خلال الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
ولدت نادية خليل برادلي عام 1945 في المغرب. تابعت دراستها في الفلسفة والآداب بجامعة السوربون. تعرضت لحادث عام 1971 فأنقذها جارها (المناضل محمد بوديا)، الذي كان يرأس المكتب الأوروبي للعمليات الخارجية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. توثقت صداقتهما وتعرفت على ما تمارسه «إسرائيل» بحق الفلسطينيين، فانتمت للقضية، وقررت المشاركة في تنفيذ عملية فدائية نوعية لتفجير 9 فنادق في «تل أبيب».
في 11 نيسان/ أبريل 1971 وصلت إلى مطار «اللد»، بجواز فرنسي مزور باسم «هيلين ماترين» برفقة شقيقتها الصغرى، وكان قد سبقهما بثلاثة أيام ثلاثة فرنسيين مشاركون في العملية.
كشف أمرهما وعثر بين أمتعتهما على بودرة متفجرات شديدة الانفجار وبطاريات لأجهزة التفجير كانت معدة بشكل محكم داخل أكعاب أحذية وضمن مساحيق التجميل وداخل الملابس.
اعتقلتا وتعرضتا لصنوف مختلفة من التعذيب. صدر حكم بسجنها مدة 12 سنة، وسجن شقيقتها مدة 10 سنوات. مورست ضغوط لإطلاقها، بسبب تدهور وضعها الصحي، فأفرج عنها في نيسان/ أبريل 1974، وأبعدت إلى باريس.
توجهت إلى لبنان وعملت بكل إصرار مع الثورة الفلسطينية. تزوجت بأستاذ جامعي فلسطيني من نشطاء «الجبهة الديمقراطية». قدمت برنامجا عبر إذاعة «صوت فلسطين» موجها لـ»الإسرائيليين».
عن فشل العملية تقول: «كان كل شيء مخططا له بدقة؛ لكن الخطأ تمثل في ضم شابة فرنسية إلى العملية. فهذه الشابة الجميلة، التي ناضلت طويلا إلى جانب الفلسطينيين، كانت ملاحقة من قبل الاستخبارات الفرنسية، وهذا بالضبط ما أوقع المجموعة الفدائية بقبضة إسرائيل قبل تنفيذ العملية».
عام 1982 قررت الشقيقتان العودة إلى المغرب. أسست ناديا صحيفة باللغة الفرنسية. توفيت عام 1995متأثرة بالأمراض التي أصابتها في فترة اعتقالها.