جميل المقرمي

جميل المقرمي / لا ميديا -
في الوقت الذي تواصل فيه آلة القتل الصهيونية ارتكاب أبشع الجرائم بحق أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، تظل دماء اليمنيين وضمائرهم حيّة، تنبض بنبض القضية الفلسطينية، وترتبط بها ارتباطا روحيا وأخلاقيا لا يقبل المساومة.
فالعالم الذي يلتزم الصمت أمام المجازر اليومية بحق الأطفال والنساء والشيوخ في غزة، هو ذاته العالم الذي يغضّ الطرف عن الجرائم المتكررة للاحتلال الصهيوني، ويمنح الغطاء للعدوان والحصار المفروض على أكثر من مليوني إنسان بلا ذنب سوى أنهم فلسطينيون.
في ظل هذا الصمت المخزي، تتحرك القوات المسلحة اليمنية من موقع الواجب الأخلاقي والقانوني والإنساني، دفاعا عن الحق الفلسطيني، وتنفيذا للقانون السماوي الذي يرفض الظلم والعدوان، بالتوازي مع القانون الدولي الذي يكفل للشعوب المظلومة حق الدفاع عن نفسها.
وفي هذا السياق، جاءت العمليات العسكرية اليمنية ضد السفن الداعمة للعدو الصهيوني، تلك السفن التي لا تنقل الخير لمستضعفين ولا تسعى لنجدة ملهوف، بل تعمل في خدمة كيان عنصري دموي، وتساهم بشكل مباشر في استمرار الحرب والحصار على غزة.
إن استهداف السفينة التابعة لشركة تدعم الاحتلال لم يكن خيارًا عبثيًا أو تهورًا، بل جاء بعد أن تجاهلت الشركة القرار اليمني القاضي بمنع مرور السفن المتورطة في دعم الكيان الصهيوني. لقد قامت السفينة بتمويه هويتها وتغيير أسمائها وإطفاء أجهزة التتبع، في خرق واضح وصريح للقانون الدولي للملاحة البحرية. ورغم النداءات المتكررة من قبل القوات اليمنية للتوقف والتعاون، اختارت الشركة وكابتن السفينة التعنت، مما عرض الطاقم والسفينة للخطر.
وهو موقف يتناقض مع سلوك الشركات الأخرى التي احترمت القرار اليمني وتفادت أي تهديد لأطقمها وسفنها.
إن الرسالة اليمنية اليوم واضحة: كل شركة تساهم في دعم العدوان الصهيوني هي هدف مشروع، ولن يُخرجها من دائرة الاستهداف سوى توقفها الفوري عن دعم الاحتلال. وأي شركة تتجاهل هذا القرار وتصر على الخداع والتمويه، تتحمل المسؤولية الكاملة عن سلامة أطقمها وسفنها والبيئة البحرية التي قد تتضرر من هذا التعنت.
إن المعركة ليست مع سفينة أو شركة بعينها، بل هي مع منظومة متكاملة من الظلم والإجرام تحاول تكريس واقع الاحتلال وتجاهل آهات الأبرياء. وما لم يتوقف العدوان الصهيوني على غزة ويرفع الحصار عن أهلها، فإن العمليات اليمنية ستتواصل كجزء من معركة الكرامة والعدالة والحرية.
فالسفينة التي تعمل للظالمين لا تسلم، واليد التي تعين القاتل لا تبرأ. وفي نهاية المطاف، فإن الغطرسة والكبر وكثرة الجرائم لا تقود إلا إلى الزوال.. لو كانوا يعقلون.

أترك تعليقاً

التعليقات