«لا» 21 السياسي -
في برنامجه عند آخر الليل يظهر مدير فضائية من صنعاء على الهواء مباشرة، ليحرض على أبناء أكبر محافظة يمنية، متهماً إياهم بالمناطقية ومتهماً أبناء ثانية وثالثة أكبر محافظتين بتشكيل أخطر لوبي عصابي داخل منظومة الحكم، وفي الوقت نفسه يدعو أبناء محافظته هو إلى التمنطق (من المناطقية) والتعنصر (من العنصرية)، ويخاطبهم بأنهم ظُلموا طوال ستة عقود وهُمشوا، ويدعوهم بأنه قد حان وقتهم وآن أوانهم لاحتلال المناصب والتمتع بالأموال والأرصدة.
على شاشة القناة المقابلة (المنافسة) يخرج أحد العسكريين المتقاعدين والعاملين في برنامج لدى القناة السابقة متهماً كل من يتم تعيينهم في أجهزة الدولة بـ»القوادين» (كان آخر من تم تعيينه من هؤلاء شخص ظهر في برنامج آخر في هذه القناة نفسها متحدثاً عن الزهد ليتم إصدار قرار بعضويته في مجلس الشورى بدرجة وزير؛ طبعاً كمكافأة له على مدح الزبادي وذم أبو راس).
العسكري المتقاعد السالف ذكره -وهو بالمناسبة عضو أيضاً في مجلس الزبادي، أقصد الشورى، وناطق سابق باسم أحد أهم القطاعات العسكرية- يشكو في سياقه ذاته عن القوادين من تهميشه بسبب أنه «جنوبي» فقط ولا غير!
وبين الموتورَين في هذه القناة وتلك يخرج شيخ قبلي ومحافظ إحدى المحافظات متهماً أحد وزراء حكومة ابن حبتور بالطائفية، وأن ذلك الوزير عزل أحدهم لأنه -بكل بساطة- يضم في الصلاة ولا يسربل!
دعكم من الموتورين في «تويتر» و»فيسبوك» و»يوتيوب» و»تيك توك» ممن يعجز المرء عن تحمل تفاهاتهم ما بالك بإحصائها أو تعداد أسمائهم، فما حالك مع صفاتهم ممن لا ينفكون ليل نهار من التحريض الطائفي والمناطقي والمذهبي والعرقي، وهم أيضاً -إضافةً «للي فوق»- يستلمون من خزينة الشعب ويُموَّلون من قوته وعرقه!
يحدث كل ذلك وأكثر ولما نسمع لرؤوس القوم والدولة نهياً لهذا أو نفياً لذاك، وكأنهم مبسوطون لذلك ومكتفون بحراسة أسواق الآخرين، فيما هم تاركون حبل السفه على غارب سوقهم الثوري (سابقاً)!
إن لم يكن هذا هو العدوان الذي يستهدف الشعب الكتلة والحاضنة والمقاومة فما هو العدوان؟!
عجبي!!