إننا في هذا اليوم الكبير، وفي هذا العرض المهيب، نؤكد أنَّ ما وصل إليه جيشنا في صموده وثباته وتضحياته وبناء قدراته العسكرية وتطوير مهاراته القتالية، في مختلف مناطقه وتخصصاته، وفي العروض التي قدَّمها، هو يقدِّم الرسائل المهمة.
أول هذه الرسائل أنَّ كل مساعي الأعداء في تدمير قدرات الجيش، وسعيهم إلى تجريد بلدنا من كل قوةٍ تتصدى لعدوانهم واحتلالهم، قد باءت بالفشل، بل وأسهموا في تحفيز شعبنا لتحويل التحديات إلى فرص، وبناء القدرات العسكرية والمهارات القتالية، بناءً صُلباً وفولاذياً وقوياً، وها هو اليوم أقوى من أي وقتٍ مضى، وهم يعرفون الفارق الكبير، ما كان عليه واقع هذا البلد في قدراته العسكرية في اليوم الأول من عدوانهم، واليوم ونحن في العام الثامن من عدوانهم.
ثانياً: إنَّ أطماع الأعداء في احتلال بلدنا، والسيطرة على شعبنا، ومصادرة حريته واستقلاله، والدوس على كرامته، تتحول -بفعل الوقائع والحقائق الصادمة للأعداء- إلى أوهامٍ سرابية، وخيبة أملٍ حقيقية، وأصبح العدو بسببها في مأزقٍ حقيقي، وورطةٍ كبيرة، فشعبنا مصممٌ على منع الأعداء من تحقيق ذلك، إلى جانب جيشه الوفي، بالاعتماد على الله سبحانه وتعالى، والتمسك بموقفه الحق وقضيته العادلة.
ثالثاً: إنَّ سعي الأعداء للنأي ببلدنا عن انتمائه الإيماني ومواقفه المبدئية تجاه قضايا أمته الكبرى، وفي مقدِّمتها القضية الفلسطينية، وسعيهم لاحتوائه ضمن توجهاتهم المنحرفة والخائنة، تحت عنوان التطبيع مع العدو الصهيوني، قد فشلت، فبلدنا اليوم رسمياً وشعبياً هو أكثر حضوراً وجداً وتفاعلاً واستعداداً وتمسكاً بموقفه المبدئي الديني في نصرة الشعب الفلسطيني والأخوة الإسلامية، والدعوة إلى الوحدة بين المسلمين.
رابعاً: سنواصل العمل على بناء جيشنا، للوصول إلى مستوى الردع الكافي للأعداء، وحماية البلد، والإسهام الكبير في دعم قضايا أمتنا، وفي مقدِّمتها القضية الفلسطينية.
خامساً: ندعو تحالف العدوان إلى اغتنام فرصة الهدنة، ووقف العدوان بشكلٍ كامل، وإنهاء الحصار والاحتلال، واستيعاب الدروس التي تجلت خلال كل هذه السنوات الثماني، والتي تبين بشكلٍ قاطع استحالة تحقيق أهدافهم غير المشروعة في احتلال هذا البلد، وفي السيطرة على شعبه، وفي إذلال أبنائه.

السيــــــد عبدالملك بدر الدين الحوثي