«لا» 21 السياسي -
تم إبرام مذكرة تفاهم للتعاون العسكري المشترك بين الكيانين الصهيوني والسعودي في البحر الأحمر منذ العام 2014، أي بعد ثورة 21 أيلول/ سبتمبر وقبل العدوان على اليمن في آذار/ مارس 2015. ويخلص التفاهم إلى أنّ الكيانين سيديران مضيق باب المندب وخليج عدن وقناة السويس بالإضافة إلى الدول المطلة أيضاً على البحر الأحمر وفقاً للموقع الأمريكي البحثي العسكري (Veterans Today) الأمريكيّ البحثيّ العسكري في أبريل/ نيسان 2016.
واستضاف كيان الاحتلال عدداً من الضباط السعوديين للمشاركة في دورات تدريبية عسكرية في قاعدة البولونيوم من ميناء حيفا منذ العام 2015، وشملت الدورات العديد من المجالات، ولكنها بالأساس ركزت على تدريب الضباط السعوديين على الحرب في البحر إضافةً إلى دوراتٍ في القتال ضمن الوحدات الخاصّة. ويترأس الجانب الصهيوني الجنرال دافيد سلامي. أمّا الجانب السعوديّ فيترأسه الميجور جنرال صالح الزهراني.
صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكيّة كانت قد أكّدت في تقريرٍ لها عقب نقل جزيرتي صنافير وتيران من السيادة المصرية إلى السيادة السعودية أن هناك تعاوناً في عددٍ من المجالات بين «تل أبيب» والرياض، والذي يمكن تسميته بالحوار الاستراتيجي حول مواضيع وقضايا محددة تشغل بال الدولتين.
مؤخراً نقل موقع «تيك دبكا» الاستخباراتي عن رئيس الأركان الصهيوني أفيف كوخافي قوله، في 18 آب/ أغسطس، إن الجيش الصهيوني هاجم دولة ثالثة واتخذ إجراءات دفاعية عندما شن عملية عسكرية في غزة، في إشارة قد تكون إلى غارة جوية وقعت في معسكر الحفا بالعاصمة صنعاء.
وقال الموقع الاستخباراتي إن هذه المعلومات لو كانت صحيحة بالفعل، فإنه يعد أطول هجوم نفذه سلاح الجو الصهيوني على الإطلاق من حيث المدى؛ حيث اضطرت الطائرات الصهيونية إلى قطع مسافة 2918 كيلومتراً للوصول إلى معسكر الحفا، أي بزيادة قدرها 1718 كيلومتراً عن المسافة التي يتعين عليها قطعها لمهاجمة أهداف في إيران. كما يعد هذا الهجوم الصهيوني الأول من نوعه على الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن. يمكن الافتراض أن هذا الهجوم الصهيوني نفذه سلاح الجو باستخدام طائرات دون طيار بعيدة المدى.
وأشار الموقع إلى أن تنفيذ الهجوم قد يكون ضربة استباقية بعد أن علمت «إسرائيل» أن إيران و»الحوثيين» كانوا يستعدون لإرسال طائرات مسيّرة مسلحة صوب أهداف في فلسطين المحتلة لمساعدة حركة الجهاد الإسلامي، وقد أحبط الهجوم الصهيوني على معسكر الحفا هذه الخطة الإيرانية.
ولفت عوفيد لوبل، في مجلس الشؤون الصهيوني والأسترالية واليهودية إلى أن الكيان الصهيوني سيتمكن بسهولة بفضل اتفاقات أبراهام من استهداف «الحوثيين» في اليمن في حالة وقوع هجوم، إلى جانب أو باستخدام الأراضي أو المجال الجوي للإمارات والسعودية.