«لا» 21 السياسي -
البحر الأحمر هو أحد أهم المعابر التجارية الدولية، تمرّ فيه 25 ألف سفينة سنوياً، و4 ملايين برميل نفط يومياً من الشرق الأوسط إلى أوروبا. وتبلغ قيمة مجموع التجارة الدولية التي تمر فيه، أكثر من 700 مليار دولار سنوياً. وبالتالي، مَن يسيطر على هذا الممر التجاري، فإنه يسيطر، أو على الأقل يراقب كل ما يمر فيه من المسموحات والممنوعات، في أزمنة الحرب أو السلم.
في الحرب، تمر فيه الغواصات النووية وحاملات الطائرات والسفن العسكرية بين البحر المتوسط والمحيط الهندي. وكان إغلاق باب المندب، أو تفخيخه بالألغام البحرية، خلال الحرب العالمية الثانية، من جانب بريطانيا، عملاً في غاية الأهمية في مسار الحرب.
لقد شن الكيان الصهيوني حرب حزيران/ يونيو 1967 بذريعة إغلاق مضائق تيران في وجه ملاحته البحرية، وهو يرى البحر الأحمر بما في ذلك مضيق باب المندب ممراً بحرياً لتجارته مع الهند والصين وجنوب أفريقيا ودول متعددة أخرى ازدادت مع الوقت.
في الأعوام الأخيرة اكتسب البحر الأحمر أهمية مضاعَفة في نظر الصهاينة تبعاً للعدوان على اليمن والتنافس على السيطرة على الموانئ اليمنية ومضيق باب المندب اليمني لتعزز «تل أبيب» تحالفاتها السرية مع السعودية وأخرى علنية ورسمية مع الإمارات العربية المتحدة.
ونقل موقع (i24NEWS) مؤخراً عن مصادر أمنية صهيونية قولها إنها لا تستبعد احتمال وقوع مواجهة عسكرية بين حزب الله اللبناني والكيان الصهيوني خلال الفترة المقبلة. وألمح أحد المصادر رفيعة المستوى إلى أن الخطر الحقيقي الذي يواجه الكيان الصهيوني يكمن في اليمن، وأن احتمال استهداف جماعة الحوثيين لكيان الاحتلال أصبح أمراً واقعياً، وذلك بالتنسيق بينهم وحزب الله. وأضاف المسؤول الأمني أن حزب الله يخدع الكيان الصهيوني بتسليط الضوء على الجبهة الشمالية، ولكن كيان الاحتلال يأخذ بعين الاعتبار إمكانية فتح جبهة من الجنوب بصواريخ حوثية.
ونشر موقع معهد القدس للاستراتيجيا والأمن الصهيوني في 26 نيسان/ أبريل 2021 مقالاً بقلم د. عوزي روبين، المدير السابق لطاقم تطوير الصواريخ بما فيها صاروخ «حيتس»، تناول فيه تداعيات المتغيّرات في العدوان على اليمن على الكيان الصهيوني، فقال: «إن السيطرة على مأرب تعني السيطرة على أغنى منطقة يمنية بالنفط، وهذا يعني وقف توريد النفط إلى المناطق التي يسيطر عليها الآخرون». وأضاف أن «نتائج الحرب في اليمن ستكون مصيرية لمستقبل الشرق الأوسط. فإذا انتصر الحوثيون وإيران، فإنهم سيسيطرون على الممر البحري، بما فيه باب المندب، أحد أهم الممرات البحرية في العالم، ومن يسيطر عليه يسيطر على الخط التجاري الحيوي للعالم. ومن الأبعاد الاستراتيجية للحرب في اليمن أن الغرب سيجد أمنه في خطر».
وتحت عنوان «حرب الشمال والجنوب في اليمن» خلصت الباحثة عنبال نيسيم لوفطون في 5 تموز/ يوليو 2021، في مقالٍ لها نُشر على موقع مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا، إلى أن الحل في اليمن يكمن في تقسيمه وإعادة بنائه وفق نظام فدرالي يُمكّن الإمارات من الاحتفاظ بباب المندب وميناء عدن.
ويقول المراسل العسكري نير دفوري، في تقرير خاص لـ»القناة الـ12» العبرية في 30 من كانون الأول/ ديسمبر 2021: «في الأعوام الأخيرة، تحول اليمن، وخصوصاً شواطئه، إلى هدف استخباري صهيوني. فقبل نصف عام، حظي أربعة ضباط كوماندوز بحريين بميداليات تقدير، بسبب قيامهم بعملية وضع متفجرات في أسفل سفينة مراقبة إيرانية، في البحر الأحمر، وتفجيرها. وهذه العملية هي واحدة من سلسلة عمليات قام بها الكوماندوز ضد إيران في البحر الأحمر والبحر المتوسط». وأشار دفوري إلى نشاط مكثف للغواصات النووية الصهيونية والسفن الحاملة للصواريخ في البحر الأحمر والمحيط الهندي، على نحو دائم، كجزء من المعركة المستمرة ضد إيران. لذلك، «حظي اليمن باهتمام كبير من جانب المخابرات الإسرائيلية».
وفي 31 آب/ أغسطس 2020 كشف مراسلون أمريكيون وفرنسيون نقلاً عن موقع المنتدى اليهودي في فرنسا (JFORUM) أن الكيان الصهيوني والإمارات يستعدّان لإقامة موقع أمني تجسسي في جزيرة سقطرى.
وتحدث موقع «مكور ريشون» العبري في 3 أيلول/ سبتمبر 2020 وموقع «نتسيف نت» في 26 آب/ أغسطس 2020 وعاد «نتسيف نت» وتحدث عن إقامة الموقع التجسسي في جزيرة سقطرى يوم 18 كانون الثاني/ يناير 2020.