لا ميديا -
«أنا ذاهب إلى نهاية الطريق، ولكن مُطمئن وواثق بأنني أولا فلسطيني وأنا أفتخر، تاركًا خلفي شعبا عظيما لن ينسى قضيتي وقضية الأسرى، وأنحني إجلالاً وإكبارًا لكل أبناء شعبنا الفلسطينيّ الصابر». (ناصر أبو حميد)
ولد في مخيم الأمعري برام الله اعتقلته قوات الاحتلال للمرة الأولى وهو قاصر، ثم توالى اعتقاله عدة مرات، وفي كل مرة يخرج من السجن كان أكثر صلابة لمقاومة المُحتل.
ومع اندلاع انتفاضة الأقصى شارك في تأسيس كتائب شهداء الأقصى وأصبح قائدها في الضفة الغربية، فنفذ العديد من العمليات البطولية ضد جنود الاحتلال ومستوطنيه.
وضعه الاحتلال على قائمة المطلوبين وحاول اغتياله أكثر من مرة، وبعد سنوات من الملاحقة اعتقلته قوات الاحتلال في 2002 برفقة أخيه. وفي نهاية العام نفسه حكم عليه بالسجن المؤبد سبع مرات، بالإضافة إلى 50 عاماً.
أصبح من قادة الحركة الأسيرة، ومثَّل الأسرى في كثير من المواجهات مع إدارة السجون الإسرائيلية، وكان مدافعاً قوياً عن حقوق رفاقه الأسرى.
أصيب بمرض سرطان الرئة جرّاء سوء المعاملة وتدنّي مستوى الخدمات الصحية، وبعد احتجاجات الأسرى ومطالبات المؤسسات الحقوقية أُجريت له في أكتوبر 2021 عملية جراحية لاستئصال الورم، إلا أن إدارة السجون -كعادتها- أعادته إلى السجن قبل تماثله للشفاء ولم توفر له الرعاية اللازمة، فتدهورت حالته الصحية، وصدر تقرير طبي جديد قبل عدة أيام يفيد بأنه يحتضر.
رفض مقترحا تقدم به محاميه لطلب عفو من رئيس سلطة الاحتلال للإفراج عنه.
تُعتبر عائلته هي الوحيدة التي تضم خمسة أشقاء أسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي يواجهون حكم السجن المؤبد. هدم الاحتلال منزل العائلة أربع مرات، وبعد كل عملية هدم كانت والدتهم التي لقبت بـ«سنديانة فلسطين»، تردد بشموخ: اهدموا بيتنا، فلن تنهار إرادتنا، ولن تُهدم عزيمتنا، ولن تدفن  أحلامنا.
سألها الإعلامي سامي كليب عام 2013: لو خيروك ما بين الإفراج عن أبنائك أو الأسرى المرضى، ماذا تختارين؟ فأجابت من دون تردد: الأسرى المرضى، لهم الأولوية. حينها، لم يكن أحد من أبنائها المعتقلين يعاني المرض.