لا ميديا -
من الرواد الأوائل والطليعة النضالية التي اجترحت الكفاح المسلح والتضحيات. كان رمزاً للمناضل الصلب الرائد فكراً وممارسة، والملتزم بقضية شعبه ووطنه وحركته.
ولد جواد ذيب صالح محمد (جواد أبو الشعر) في بيت محسير - قضاء القدس عام 1944. هُجّرت أسرته بعد نكبة 1948 إلى  عَمَّان، وهناك حصل على الثانوية العامة عام 1964، وسافر إلى إسبانيا لدراسة الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة مدريد. انتخب رئيساً لاتحاد طلبة فلسطين في إسبانيا، وانضم إلى حركة فتح.
عام 1967، التقى بالقائد «أبو جهاد» في الجزائر، وتفرغ للعمل في الحركة مقاتلاً في صفوف قوات العاصفة.
كُلف بالنزول إلى الضفة الغربية في منطقة طولكرم بعد تلقي دورة عسكرية في الجزائر. غادر الضفة بعد معركة الكرامة. تولى قيادة وحدة عسكرية في العرقوب نهاية العام 1968، وكانت نواة لإنشاء القطاع الأوسط في جنوب لبنان (بنت جبيل ومارون الراس وياطر والبرج الشمالي)، حيث تزايد الوجود الفدائي المسلح بعد توقيع اتفاقية القاهرة أواخر العام 1969 بين «أبو عمار» والعماد أميل البستاني للسماح بالعمل الفدائي وتسهيل مرور الفدائيين والاستطلاع في المناطق الحدودية، وتأمين الطريق إلى العرقوب فيما سمي بعد ذلك «منطقة فتح لاند»، فانتشرت مئات القواعد العسكرية داخل القرى اللبنانية وخارجها.
التحق جواد أبو الشعر بدورة عسكرية في كوبا، وكان قائدا لتلك الدورة. وعندما تم تشكيل القطاع الأوسط كان من أهم القيادات الميدانية التي شاركت في تشكيله.
عام 1975، مع بداية الحرب الأهلية اللبنانية واشتدادها، انتقل إلى بيروت ليتولى قيادة قوات المليشيا في الساحة اللبنانية، وعين عضواً في لجنة إقليم لبنان.
تميز بنقائه الثوري، وقدرته على التعامل مع تنوع انتماءات العناصر للمنظمات الكفاحية في لبنان من فلسطينيين ولبنانيين، فحظي باحترام كبير في صفوف المقاومة.
استشهد في 6 حزيران/ يونيو 1976، عند عودته من جبل صنين، حيث كان يتفقد السرية الطلابية هناك، فهو أحد الداعمين الأساسيين لها، والتي تحولت فيما بعد إلى «كتيبة الجرمق»، فقد دأب على التقاء قيادتها بشكل شبه يومي حتى تاريخ استشهاده.