لا ميديا -
في كل مراحل حياته النضالية ضد الاحتلال الصهيوني، التي امتدت أكثر من 20 عاماً في صفوف الجبهة الشعبية، كان النموذج الصلب في التصدي للعدو الصهيوني والمشاركة الفاعلة في العمل التنظيمي والوطني، خاصة في تأسيس الجهاز العسكري للجبهة (النسر الأحمر).
ولد نعيم مصباح الكفارنة «أبو مصباح» في بيت حانون شمالي قطاع غزة عام 1959. تلقى تعليمه في مدارس وكالة الغوث، ثم سافر إلى اليونان لدراسة طب الأسنان، فمارس نشاطه في مجلس اتحاد الطلبة.
في يالعام 1980 انضم إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وفي العام 1984 تدرب على السلاح، في نقلة نوعية بصفوف الجبهة الشعبية في المدينة، فتم جمع السلاح استعدادا لمقاومة الاحتلال الصهيوني.
اعتقلته قوات الاحتلال الصهيوني عدة مرات، الأولى في العام 1986 بتهمة الانتماء للجبهة الشعبية، وقضى عامين نُقل فيهما إلى عدة سجون، فخرج أكثر إصرارا على مواصلة طريق النضال ومقاومة المحتل.
مع انطلاقة الانتفاضة الأولى عام 1987 كان من مؤسسي الجناح العسكري للجبهة باسم «النسر الأحمر»، وشارك بفاعلية في تصعيد أعمال الانتفاضة واستمرارية زخمها.
وضعته قوات الاحتلال ضمن قائمة المطلوبين، فظل مطاردا خمس سنوات في الكهوف والوديان، حتى تمكن من التسلل عبر الحدود إلى مصر، ثم توجه إلى سورية لينشط هناك بالقرب من القادة جورج حبش وأبو علي مصطفى.
في العام 1995 عاد إلى أرض الوطن مستخدما وثيقة مزورة واسماً مستعاراً، ليعمل على إعادة بناء تشكيلات الأطر التنظيمية في محافظة الشمال وقطاع غزة. وشهدت تلك الفترة نشاطا تنظيميا لمختلف الفصائل في أجواء من التفاهم ونبذ الخلافات. وهناك التحق بجهاز الشرطة في السلطة الوطنية الفلسطينية وحصل على رتبة رائد.
في فجر 8 تموز/ يوليو 2004 حاصرت قوات الاحتلال الصهيوني مدينة بيت حانون، ودمرت عددا من المنازل في المدينة المحاصرة وهي تطلق النيران على الأهالي، فتصدى لها المقاومون ودارت اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال، فاستشهد مع أبو هربيد من كتائب شهداء الأقصى.