لا ميديا -
عُرف عنه جُرأته وأخلاقه العالية ونقاؤه الثوري، ورفضه لحل الدولتين. وهو من القلائل الذين تعاملوا مع ياسر عرفات بنِدية في بعض الأمور، وكان من ألمع قادة فتح العسكريين.
ولد عبد الحميد محمود وشاحي عام 1940م في قرية إجزم/ حيفا. عمل في رعي الأغنام، ولم يتسنَّ له دخول المدرسة. شُردت عائلته عام 1948م إلى شمال الأردن فامتلكوا قطعة أرض وبنوا بيتا.
التحق بحركة فتح عام 1964م، وكانت أرض العائلة وبيتها القاعدة الأولى لحركة فتح في شمال الأردن، وممرا للعبور إلى الأرض المحتلة، حتى كُشف الأمر، لينتقل بعدها إلى سورية. صيف 1966 اعتقلته السلطات اللبنانية ضمن مجموعة فدائية بعد تنفيذهم عملية شمال فلسطين.
بعد معركة الكرامة عام 1968م، وتزايد أعداد الملتحقين بالعمل الفدائي، افتتحت القيادة معسكرات تدريب جديدة وشكلت ثلاثة قطاعات فدائية على الحد الأردني- الفلسطيني، وكُلف هو بقيادة القطاع الجنوبي.
انتقل إلى جنوب لبنان عام 1971 وبدأ بإنشاء قواعد ارتكاز للمقاتلين، وعُيّن قائدا لكتيبة نسور العرقوب في جنوب لبنان. انتُخب عضوا في المجلس الثوري لحركة فتح عام 1973، وسافر إلى دول عديدة ضمن وفود الحركة.
تلقى دورات كوادر عسكرية مع رفيقه حنا ميخائيل (أبو عمر) في فيتنام عام 1975. كانت فلسطين قد وحدته -وهو المقاتل من خلفية بسيطة- مع رفيقه حنا ميخائيل (دكتوراه من هارڤارد)، وبصبر وتواضع  علّمه (أبو عمر) مبادئ القراءة والكتابة.
خلال الحرب الأهلية في لبنان عام 1976م وبعد استشهاد القائد الحاج حسن في الشمال ووجود بعض العبث هناك ولإصلاح الأمر، أرسلته القيادة مع حنا ميخائيل وأبو الوفاء ضمن تسعة مناضلين توجهوا ليلة 19 تموز/ يوليو 1976 في قارب مطاطي من صيدا إلى طرابلس عن طريق البحر - إذ كانت الطرق البرية تحت سيطرة القوات الانعزالية. وقبالة بيروت انقطعت أخبار المجموعة في عرض البحر واختفت آثارها تماما، ولم تسفر جهود البحث المضنية لفهم مصيرهم عن نتيجة واعتبروا شهداء.