ريشي سوناك.. الهندوسي آكل لحوم البقر
- تم النشر بواسطة «لا» 21 السياسي

«لا» 21 السياسي -
أثار وصول عضو البرلمان البريطاني ريشي سوناك لمنصب رئاسة وزراء البلاد في 24 تشرين الأول/ أكتوبر 2022 حملة من الشائعات والتكهنات حول موقفه من مشاريع تربية البقر وذبحها وتناول لحومها؛ وذلك لكونه أول رئيس وزراء بريطاني هندوسي من أصول مهاجرة.
وبدأت منصات إخبارية عربية وحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي تناقل خبرٍ مفاده أن القرار الأول الذي قرر سوناك إصداره عند تسلّم رئاسة الوزراء تمثل بإزالة جميع الأطباق التي تحتوي على لحوم البقر من قائمة طعام مكتب الرئاسة.
وأحالت هذه المواقع هذا القرار لاعتناقه الديانة الهندوسية التي تحرم أكل لحم البقر، مع الإشارة لمقابلةٍ سابقة له مع صحيفة «بيزنس ستاندرد» الهندية نُشرت عام 2015.
لكن تبين أن هذا الخبر لا أساس له من الصحة، وغير مستند إلى أيّ مصادر رسمية أو خلافه.
وانتشر مقطع فيديو جديد يظهر فيه ريشي سوناك برفقة زوجته وهو يؤدي طقس غاو بوجا (عبادة البقر) في إحدى حظائر البقر الواقعة في العاصمة البريطانية لندن.
إلا أن التزام رئيس الوزراء البريطاني الجديد الواضح بالانتماء الشخصي للهندوسية لم يقف حائلاً أمام دعمه الصريح وتشجيعه حتى على زيادة إنتاج لحوم البقر والضأن.
وبالعودة إلى الجدل حول وصول ذي الأصول الهندية لحكم بريطانيا، نشرت صحيفة «إندبندنت» مقال رأي للكاتب ريان كوغان قال فيه إن حزب المحافظين يمكنه التباهي بأنه عين هذا الشخص أو ذاك بهذا المنصب أو غيره لكن هذا لا يجعله واحة للمساواة الاجتماعية.
ويشدد كوغان على عدم فهمه خطأ لانتقاده سوناك؛ «فأمر عظيم للبلد ولحزب المحافظين تحديدا الذي استطاع تجاوز تاريخ العنصرية المهين لدرجة أصبح فيها شخص من الأقليات السوداء والآسيوية يحتل أعلى منصب في البلاد»،
وإن «كان لفترة قصيرة لا تتعدى احتفالات الهالوين». و»لكن الاحتفاء برجل كان متواطئا ومحوريا في تبني سياسات غير متناسبة أضرت بالأقليات العرقية ليس فقط ضيق نظر، بل وفاحش». ورمزية الانتصار لتعيين شخص بريطاني آسيوي لا معنى له عندما يحتل الآسيويون البريطانيون مساحة واسعة من الازدراء بسبب أصولهم وظروفهم المالية؛ «فهل يهم لو كان وزير داخليتك من أصول هندية عندما اقترحت وزيرة الداخلية شحن المهاجرين إلى رواندا».
وربما كان سوناك من الأقليات؛ لكن ثروته تقدر بحوالى 730 مليون جنيه استرليني، وهو متزوج من امرأة أغنى من الملكة الراحلة، وتباهى بأنه يريد تحويل الأموال من المناطق المحرومة للثرية، وتجربته في الحياة منفصمة عن حياة المواطن البريطاني الآسيوي العادي أو حتى أي بريطاني، والتلويح بهويته كانتصار هو أمر أجوف.
وما يقوله تعيين سوناك عن بريطانيا هو أنك تستطيع الوصول لمنصب رئيس الوزراء بدون أن تكون أبيض اللون وبدون أن تكون مسيحيا، وبدون انتخاب؛ ولكنك لا تستطيع أن تكون رئيس وزراء بدون أن تكون ثريا.
وختم الكاتب: «سوناك ليس انتصارا للتنوع، فهو مثلهم».
وللتاريخ نذكر أنه بين عامي 1867 و1901 شغل كرزون ويلي منصب قائد الجيش البريطاني في الهند وعرف بإجرامه في الشعب الهندي. عاد ويلي إلى لندن بعد كل ما اقترفه ليتنعّم بالتقاعد والموت «بسلام» على السرير الأبيض. هذا تحديداً ما رفضه المناضل الهندي دهینغرا؛ لحق ويلي إلى لندن ليقتص لشعبه فاغتال ويلي عام 1909، واعتُقل على إثر ذلك. وأثناء محاكمته وقف دهینغرا قائلاً: «لا أريد أن أقول شيئاً دفاعاً عن نفسي؛ لكنني فقط أريد إثبات عدالة فعلي، فبالنسبة إليّ ليس لدى أيّ محكمة إنكليزية الحق في توقيفي وسجني، والحكم بالإعدام عليّ».
المصدر «لا» 21 السياسي