لا ميديا -
مع اندلاع انتفاضة الأقصى، باع منزله الذي لم يكن قد سدّد باقي أقساطه، ليشتري بثمنه بندقية من طراز (إم 16) وكمية من الذخائر. أجاد توجيه بوصلة بندقيته مدة طويلة في مشواره الجهادي. وفي السنة الأولى من الانتفاضة أضحى علماً لامعاً في المقاومة.
ولد مازن فريتخ عام 1978 في مدينة نابلس. أصابته رصاصة صهيونية في ساقه وهو في الصف الأول الثانوي. ولسوء أوضاعه المعيشية انخرط بعد شفائه في ميادين العمل.
كان صاحب المبادرة الأولى في الذهاب إلى الطرق الالتفافية والنقاط العسكرية المترامية ليطلق النار على الدوريات والمواقع الصهيونية. ثم طوّر أسلوب قتاله وبدأ في إعداد الأحزمة الناسفة، ليصبح في مقدّمة قوائم المطلوبين للتصفية الجسدية.
قبل ساعات من بدء الاجتياح الشامل لمدينة نابلس عام 2002 قصفت قوات الاحتلال منزل أسرته، لترتقي عمتاه شهيدتين، وتصاب أخته وشقيقاه ليعتقلا لاحقا، وبأعجوبة نجا بعد إصابته بشظايا، فقاتل بضراوة وهو يتمثل فظاعة ما حلّ بأهله وبيته.
قضى عاماً كاملاً مطارداً ومشرداً في الجبال وأسطح البنايات يراوغ الخطر المحدق به، موظفاً مهارته في التخفي. نصب له كمين ليلي خسر فيه بندقيته وكامل ذخيرته، وسرعان ما حصل على أخرى.
أقرّ الجيش الصهيوني بمشاركته في عمليات قتل ما يزيد على 30 صهيونياً وعشرات الجرحى، ومنها عملية التلة الفرنسية بالقدس عام 2002 التي قتل فيها أكثر من 7 صهاينة وجرح العشرات، وعملية محطة الباصات المركزية في «تل الربيع» التي أوقعت ما يزيد عن 23 صهيونياً وأصيب نحو 100 بجروح.
في 15 نيسان/ أبريل 2003 حوصر في بناية مع اثنين من رفاقه بأعداد ضخمة من قوات الاحتلال ودباباته ومروحياته، وبدأت المعركة عنيفة. أصيب رفيقاه مبكراً ليقعا في الأسر، وخاض هو ليلتها أكثر من اشتباك مع قوات الاحتلال، حيث أفلت من الحصار، وصعد إلى بناية أخرى وخاض اشتباكاً ثانياً ليصرع ضابطاً كبيراً برتبة كولونيل وجنديين آخرين قبل أن يرتقي شهيداً.