لا ميديا -
كتب فيشمان، المعلق العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أن «العملية التي قُتل فيها المقدم (م) كشفت عن إخفاقات في واحدة من أكثر الهيئات سرية في الجيش الإسرائيلي، وتشكل صدمة حقيقية لمؤسسة الاستخبارات التي قامت ببنائها. إن كشف المقاتلين على الأرض، الذي أدى إلى فشل العملية في خان يونس، أصبح رافعة لفحص متعمق لمجموعة كاملة من العمليات الخاصة».
وُلد نور الدين بركة في خان يونس عام 1981. حصل على الماجستير في الفقه المقارن. اعتقلته قوات الاحتلال عام 2002 بتهمة الانتماء لكتائب القسام، وأفرج عنه بعد 6 أشهر.
التحق فيما بعد بكتائب القسام وأصبح قائداً ميدانياً فيها. تصدى للاجتياحات البرية لجيش الاحتلال خلال عامي 2008 و‌2014. كان عُضواً في المجلس العسكري للحركة.
تولى مسؤولية «وحدة الاستشهاديين» في المنطقة الشرقية، حيث كان يرابط في الخطوط المتقدمة.
استشهد في 11 تشرين الأول/ أكتوبر 2018، حين كان يقود وحدة أمنية فاكتشف إحدى نخب الوحدات الخاصة «سيرت ميتكال»، التي تسللت شرق خان يونس، مستخدمة هويات مزورة لعائلة فلسطينية حقيقية، ولديها الباص نفسه الذي استخدمته القوة، مدعية زيارة أقاربها في غزة. وعندما كشف أمرها خاض معها اشتباكا مسلحا وولت هاربة.
تدخل الطيران الصهيوني ليشكل غطاءً نارياً لها، وتم مطاردتها والاشتباك معها حتى السياج الفاصل، حيث هبطت مروحيةٌ عسكرية صهيونية لانتزاع القوة الهاربة وخسائرها الفادحة، فيما أغارت الطائرات الحربية على المركبة الخاصة بها لتدميرها. وقتل قائد العملية برتبة مقدم.
أعلنت كتائب القسام أن هدف العملية هو زراعة منظومة تجسس للتنصت على شبكة الاتصالات الخاصة بالمقاومة في قطاع غزة، فتحولت إلى صيد ثمين لمقاتلي كتائب القسام، حيث «كشف أفراد القوة بأسمائهم وصورهم وطبيعة مهماتهم والوحدة التي يعملون فيها. بعد مقتل قائد القوة التي تم سحبها من المكان في عملية عسكرية معقّدة»، وأنها «سيطرت على أجهزة تقنية ومعدات تحتوي على أسرار كبيرة (ظن العدو أنها تبخّرت باستهدافه لمركبات ومعدات القوة) تمكّنت من خلالها من معرفة أساليب عمل وحدات النخبة، ونشاطها الاستخباري والتخريبي في فلسطين والعديد من الساحات الأخرى».