لا ميديا -
كان غسان قد أنهى مهمته في الجانب الذي اختار أن ينظفه، كما قال لعدي: «نظف أنت هذه الردهة والغرف الموجودة فيها، وأنا سأنظف القاعة الرئيسية». سبع دقائق كانت كافية لينجز عدي مهمته ثم يعود إلى مدخل الكنيس ليجد غسان بانتظاره.
بقيت في مسدس غسان رصاصتان فقط. لاحظ عُدي أن عدد عناصر الشرطة المحاصرين للمبنى قد ازداد. أيقنا أن الوحدات الخاصة لقوات الاحتلال ستقتحم المكان وسيقتلان على الفور.
قررا مواصلة التضحية حتى الرمق الأخير، فاشتبكا مع شرطة الاحتلال التي حاصرت المكان، وقتلا شرطياً من المحاصرين أثناء خروجهما من الكنيس.
غسان وابن عمه عُدي أبو جمل شابان من جبل المُكبر في القدس المحتلة. استشهدا في 18 تشرين الثاني/ نوفمبر 2014، بعد تنفيذهما عملية في كنيس يهودي مقام على أراضي قرية دير ياسين في مدينة القدس المحتلة.
استخدم غسان مسدسه، وجعل عُدي من سكينه سلاحاً قادراً على بث الرعب في نفوس جنود الاحتلال وحاخاماته.
أسفر عن العملية مصرع خمسة حاخامات صهاينة وإصابة ثمانية آخرين.
جاءت العملية البطولية المزدوجة بإطلاق النار والطعن، بعد سلسلة من الاعتداءات الصهيونية المتتالية على الفلسطينيين، والتي كان آخرها استشهاد الشاب الذي وجد في حافلته مشنوقاً ومعذباً من متطرفين صهاينة في مكان العملية نفسه، وقبل 24 ساعة من تنفيذها.
أحدثت العملية صدمة وزعزعة في جبهة الاحتلال الداخلية ووسائل إعلامه، التي أولت العملية اهتماما خاصا، وذلك بالنظر لطريقة التنفيذ الجريئة التي أبداها الشابان، فضلاً عن حساسية المكان الذي نُفذت فيه.
وبحسب شاهد عيان لقناة الاحتلال الثانية وقتها، فقد عبّر عن المشهد داخل الكنيس قائلاً: «كان هناك اثنان من المنفذين، أحدهما يحمل سلاحاً نارياً والآخر سكيناً، وأطلقا النار علينا فوراً وهما يكبّران، والآخر كان يمسك بالشخص منا ويقوم بطعنه كالخروف».
عقب العملية توالت الاعتداءات على العائلة، حيث تم تفجير منزليهما، وأُبعدت زوجة غسان وأطفاله الثلاثة إلى الضفة الغربية.