«لا» 21 السياسي -
في كل ملحق من «اليمن بالحبر الغربي»، خاصة في الترجمات عن المواقع والصحف العبرية، يتحدث الصهاينة بوضوح عن أسبقية استراتيجية العدوان على اليمن في سلم أولويات صانعي القرار في «تل أبيب»، وعن ضرورة الاستمرار في العدوان، سواء بشكل مباشر أم عن طريق أدوات «إسرائيل» البعرانية.
سابقاً ولاحقاً عمل الصهاينة على استهداف اليمن سياسياً وعسكرياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً ولوجستياً، وعبر حلقات متشابكة زمانياً ومتداخلة مكانياً، أعلاها الحرب وأنعمها الجاسوسية، أوضحها في سقطرى وأفظعها في ميون، أشهرها عملية صلصة ماروخ مرزاحي في الحديدة وآخرها منظمة بنيامين رينولدز (منظمة أكتد الفرنسية) في صنعاء.
وتنكشف سلسلة من الأهداف الخفية والمعلنة التي يرتجي الكيان الصهيوني تحقيقها من وراء استمراره في التجسس على اليمن. ومن تلك الأهداف:
1 - جمع المعلومات الأمنية والاستخبارية، لاسيما المواقع العسكرية والمحطات الأمنية، التي يعتقد الكيان الصهيوني أنها تشكل خطرا عليه مستقبلا في أي مواجهة عسكرية.
2 - تدريب الجواسيس على أحدث الأجهزة الإلكترونية.
3 - إمداد أجهزة الأمن الصهيونية بالمعلومات الاقتصادية وأهم المشروعات الاستثمارية، منها السياحي والزراعي.
4 - القيام بعمليات تخريب اجتماعي وأخلاقي، بهدف التخريب.
وفي المادة التالية موجز لأهم عمليات الجاسوسية الصهيونية (المعلنة) في اليمن وأهم عملائها:
مع الشهور الأولى للعدوان على اليمن، وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2015 جرت محاكمة شخص ينتمي للطائفة البهائية متهم بـ»التجسس لإسرائيل» يدعى حامد كمال بن حيدرة مع نهاية عام 2013، من طرف جهاز الأمن القومي من مقر عمله في شركة للنفط، واتهمته النيابة العامة بـ»التجسس لصالح إسرائيل من خلال التغرير ببعض اليمنيين لأجل الخروج من الإسلام، واعتناق البهائية، ممّا من شأنه الإضرار باليمن واستقلاليتها وسلامتها». وقد سبق ذلك وفي 2009 حكمت محكمة يمنية بالإعدام على يمني وجهت إليه تهمة التجسس لصالح «إسرائيل»، كما حُكم بالسجن على يمنيين آخرين في القضية ذاتها، وقد سبق هذه القصة قصتان مشابهتان لجاسوسين «إسرائيليين» أُلقي القبض عليهما وظهرت معهما الكثير من الحقائق المخفية حول دور الجاسوسية «الإسرائيلية» على اليمن وأهدافها الخبيثة.
في أيلول/ سبتمبر 2012 ألقي القبض في تعز على شخص يحمل الجنسية «الإسرائيلية» يعمل لحساب الموساد ويقود شبكة تجسس في اليمن، يحمل اسمين أحدهما «علي عبدالله محسن الحيمي السياغي»، والثاني «إبراهام درعي»، ومن أهم ما اعترف به خطف وتهريب الكثير من الأطفال اليمنيين إلى دول الجوار عبر منظمات صهيونية ومنها إلى كيان الاحتلال ومن ثم يقوم الموساد بتعليمهم وتدريبهم كعملاء له ثم إرسالهم إلى اليمن أو إلى أية دولة عربية أو إسلامية بأسماء وجنسيات مختلفة أحياناً للعمل لصالح الموساد، الذي جنده أيضاً لتقديم معلومات عن القوى المناهضة للكيان والنظام والمؤيدة لمحور المقاومة في صنعاء وتعز وعدن ومدن أخرى.
قرر جهاز الموساد الصهيوني إرسال أحد كبار ضباطه في مهمة عاجلة إلى اليمن منتصف حزيران/ يونيو 1971 للتخطيط لتنفيذ عملية عسكرية بحجة تعرض سفينة النفط «كورال سي» (الصهيونية) للاستهداف في باب المندب نفذته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. والضابط الصهيوني هو «باروخ زكي مزراخي» وتسمى بـ«أحمد سعيد السباغ» مغربي الجنسية، بذريعة أنه تاجر ألعاب الأطفال، وسائح يهوى التقاط الصور.
ووصل باروخ «السباغ» إلى عدن في حزيران/ يونيو 1971، وكان قد بدأ عملية التجسس بالتقاط صور عن ميناء الحديدة وبعض الجزر اليمنية.
وقبل أن يغادر باروخ اليمن بيوم واحد وقع بالصدفة في قبضة أحد الضباط اليمنيين برتبة نقيب، وأثناء التحقيق معه ضبطت بحوزته ملفات خطيرة، كما كشف عن النوايا الصهيونية لاحتلال الساحل الغربي والسيطرة العسكرية المباشرة على باب المندب.
وتتضمن الأسرار والمعلومات خطة الضربة العسكرية «التأديبية» لليمن وتدمير ميناء الحديدة، إضافة إلى تقاريره عن المجتمع اليمني وقبائله والتزامه الإسلامي... إلى مكونات المجتمع وكل ما يخص المجتمع اليمني شمالا وجنوبا.