لا ميديا -
«إن بندقيتي هذه هي لكتائب الأقصى والقسام وسرايا القدس. نحن في خندق واحد هنا لمواجهة الاحتلال الغاشم، وعلى الجميع أن يفهم أنّنا في مخيم جنين وحدة واحدة، سنصل إلى القدس ونفتح بوّابات المسجد الأقصى بالدماء» (السعدي في خطاب ألقاه خلال عرض عسكري نظّمته الكتيبة في ذكرى انطلاقة «الجهاد» أخيراً).

ولد محمد أيمن السعدي عام 1996 في مخيم جنين. درس في مدارس المخيم، وعايش مع رفاقه حكايات البطولة التي تركتها ملحمة المخيم عام 2002 كإرثٍ عصيّ على الضياع.
رافق الشهيد جميل العموري الذي يقول عنه: «أعاد جميل ثقافة ارمِ الحجر واحمل بارودة. أحيا جميل المخيّم. كان قدوتنا في الاشتباك».
كان قد انتمى إلى حركة الجهاد الإسلامي منذ نعومة أظفاره. اعتقلته قوات الاحتلال وأمضى في السجن ثلاث سنوات. وعقب استشهاد العموري مطلع حزيران/ يونيو 2021 لمع نجمه، وبدأ بتنظيم الصفوف واستقطاب الشبان، ليقود كتيبة جنين مواصلا الاشتباك وفق الثقافة التي تجيدها الكتيبة.
يصفه أحد مقاتلي الكتيبة: «أكثر ما تَميّز به أبو الأيمن هو البساطة والصدق، يعبّر عن المضامين الكبيرة بمنتهى البساطة، بساطة الحديث والشخصية، التواضع المطلق، والهمّة العالية. أحبّه الجميع لأنه كان قائداً حقيقياً، يمارس دور جنديٍّ مستجدّ».
خلال عامَين من تصدُّره مشاهد الاشتباك في المخيم، وضعه جيش الاحتلال في قائمة أخطر المطلوبين، وقد نجا عدّة مرّات من محاولات اغتيال متكرّرة، كما أصيب ثلاث مرّات بجروح مختلفة.
حرص على تعزيز وحدة النضال. وبحسب أحد رفاقه: «فلسفة السعدي ليست الدعوة إلى الوحدة، بل الإبداع في تعزيزها. كان يفوّض كلّ إشكالية داخلية إلى شخصيات اجتماعية جامعة تُبدع في حلّ المشكلة، وعقب ذلك يتدخّل هو بأسلوبه الأخوي المرح في إعادة اللُّحمة والألفة إلى القلوب».
فجر الأربعاء 1 كانون الأول/ ديسمبر 2022، اجتاحت وحدات خاصة من جيش الاحتلال مزودة بنحو 60 آلية، وتسللت لتحتل عمارات ومنازل ونصبت فرق القناصة، بهدف «اجتثاث ظاهرة كتيبة جنين». تصدى المقاومون لتلك القوات وسط اشتباكات عنيفة ارتقى خلالها شهيدا مع رفيقه نعيم الزبيدي.