لا تبيعوا وطنكم لتشتروا بثمنه ساعة
- تم النشر بواسطة «لا» 21 السياسي

«لا» 21 السياسي -
كانت هناك عائلة تملك مزرعة واسعة، فيها خيول وأبقار وأغنام، وتنتج حقولها وبساتينها غلات وخيرات وفيرة. وكان رب العائلة يذهب في كل أسبوع مع أولاده الكبار إلى السوق لبيع محاصيل المزرعة وجلب المال تاركين خلفهم شابا يافعا يحرس المزرعة والبيت الذي تبقى فيه النساء، وكان الشاب مدربا باحتراف على استخدام السلاح.
وفي أحد الأيام بينما هو يجوب أرض المزرعة ويحمي حدودها جاءه نفر من رجال ليكلموه، فأوقفهم بسلاحه على مسافة منه، فلاطفوه بكلام معسول وقالوا له إنهم مسالمون ولا يريدون سوى الخير له، ولم يكن أولئك الرجال إلا عصابة متمرسة في النهب والسرقة والسطو.
أروه ساعة يد فاخرة وجميلة، وأغروه وهم يزينون له سلعتهم. وأعجب الفتى بتلك الساعة وأبدى رغبته في امتلاكها، وحين وثقت العصابة من تعلقه بالساعة وهو يسألهم عن ثمنها، قالوا له إنهم يعرضون عليه مبادلتها ببندقيته.
فكر الفتى قليلا وكاد يقبل؛ لكنه تراجع ليقول لهم: انتظروني إلى يوم آخر.
انصرفت العصابة بعد أن فشلت في خداع الفتى.
في المساء حين عاد أبوه وإخوته حكى لهم القصة، وراح يذكر لأبيه فخامة الساعة وجمالها. فقال له أبوه: حسناً، أعطهم سلاحك وخذ الساعة، وحين يهاجمونك ويسرقون قطعان ماشيتك وينهبون مزرعتك، ويغتصبون أمك وأخواتك، انظر في ساعتك الجميلة وقل لهم وأنت تتباهى: آه، إنها تشير إلى كذا وكذا من الوقت!
فهم الولد وتمسك بسلاحه بقوة وأدرك أن الغباء والاندفاع وراء العواطف يعني الضياع والموت المحقق على يدي أعدائه.
الزعيم الكوبي فيديل كاسترو - نقلاً عن التراث البوليفاري
المصدر «لا» 21 السياسي