لا ميديا -
«بقوة الله وعزيمته قررت أن أكون الاستشهادية السادسة التي تجعل من جسدها شظايا تتفجر لتقتل المستوطنين الصهاينة. ولأننا لسنا وحدنا من يجب أن يبقى يدفع ثمن الإجرام الصهيوني، وحتى لا تبقى أمهاتنا يبكين ويصرخن على أطفالهن وأبنائهن، بل يجب أن نجعل أمهاتهم يبكين ويصرخن، فقد قررت بعد الاتكال على الله أن أجعل الموت الذي يحيطوننا به يحيط بهم. لقد اخترت طريقي هذا بكامل إرادتي. أَعلم أنني لن أُعيد فلسطين، أعلمها تمام العلم؛ ولكن أعلم أن هذا واجبي قدمته أمام الله».

ولدت هنادي تيسير جرادات في مدينة جنين شمال الضفة الغربية عام 1975. بعد الثانوية توجهت إلى الأردن، حيث تخرجت في كلية الحقوق عام 1999، وعادت إلى فلسطين وبدأت تتدرب في مجال المحاماة، استعدادا لفتح مكتب خاص بها.
اعتقلت قوات الاحتلال أباها عدة مرات، ووُلدت ثلاث من بناته (هي إحداهن) وهو في السجن. 
تأثرت بالعدوان الصهيوني المتواصل على الشعب الفلسطيني، وزاد ألمها أن قتلت القوات الخاصة الصهيونية في حزيران/ يونيو 2002 شقيقها وابن عمها، وهو قائد عسكري في الجهاد الإسلامي، وكانا جالسين أمام المنزل، وعندما حاولت نجدتهما هاجمها الجنود ومنعوها.
تقول: «أجبروني على الاستلقاء على وجهي، وقال لي أحدهم: يا كلبة يا إرهابية سنقتلك معهم! وضعوا سلاحهم في رأسي ثم قال أحدهم لمجموعة أخرى: اسحبهما وكوِّمهما؛ فثرت ولم أتحمل فقلت: أنتم إرهابيون كلاب، اتركوهم! فألقوني أرضاً وسحبوهما عدة أمتار ثم أطلقوا النار عليهما مجدداً وقتلوهما بدم بارد».
في 4 تشرين الأول/ أكتوبر 2003 غادرت منزل أسرتها وهي صائمة، ولم يبدُ عليها ما يوحي بأنها ستقوم بأي عمل غير اعتيادي. تمكنت من اختراق الحواجز الصهيونية ،ونفذت عملية كبيرة في حيفا قتل فيها 21 صهيونيا وأصيب أكثر من 50 آخرين.
حين سمع أبوها النبأ وقف في وسط الغرفة وقال: «لا أريد أن يبكي أحد على هنادي. رفعت اسم فلسطين عالياً. أرجوكم، لا أريد أن أسمع بكاء أو أرى دموعاً في بيتي».