لا ميديا -
«افعل أي شيء أيها الصديق، إلا أن تسقط؛ فجسدك سيصبح مخزنا لسكاكين الجبناء» (بشار).
ولد بشار حنني عام 1976، في قرية بيت فوريك، وتلقى تعليمه في مدارسها حتى الصف الثالث الإعدادي. لم يكمل تعليمه، إذ بدأ يشارك إخوته العمل ليساعد في إعالة أسرته.
عُرف في صغره بجرأته وقدرته على التفكير في الحلول البديلة. عند اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، عمدت قوات الاحتلال الى إغلاق الطرق والمعابر، ونشرت الحواجز العسكرية على مداخل ومخارج القرى والمدن، وأخذت تداهمها باستمرار، فحرم ومعه الكثيرون من الانتقال لمزاولة أعمالهم.
على إيقاع تلك الممارسات تفتح وعيه وانطلقت مسيرته النضالية، فتراه في مقدمة صفوف شباب القرية يغلقون الشوارع وبسلاح الحجارة يرشقون دوريات جيش الاحتلال. وباستشهاد صديق عمره «حكمت حنني» بين يديه أثناء إحدى المواجهات مع الصهاينة، أدرك فداحة الفقد وأنه لا سبيل إلى الثأر سوى الرصاص.
على حاجز بيت فوريك نفذ عملية أربكت جيش الاحتلال بدقتها وسرعتها، وأصبح من يومها مطلوباً لقوات الاحتلال في نابلس. خرج من القرية وانضم إلى كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، وبشكل منظم شارك بعدة عمليات موجعة لصد الاجتياحات المتكررة لمدينة نابلس.
في عام 2004، تولى القيادة العامة لكتائب أبو علي مصطفى في فلسطين، بعد استشهاد قائدي الكتائب، وأخذ يخطط للعديد من العمليات البطولية النوعية التي أوقعت العديد من القتلى والجرحى في صفوف الصهاينة، وكان أبرزها عملية سوق الكرمل أواخر عام 2004.
وضع وحدة فصائل المقاومة في مقدمة اهتماماته، وحرص على التنسيق مع قادتها، وربطته علاقة متينة مع عدد منهم.
كثفت أجهزة أمن الاحتلال وجيشه جهودها للظفر به حياً أو ميتاً. وفي 22 كانون الأول/ ديسمبر 2005، اندلع اشتباكٌ عنيف مع قوات جيش الاحتلال في حيّ الجنيد غربي مدينة نابلس، كان أبطاله القائد بشار ومعه رفيقا دربه من أبناء كتائب شهداء الأقصى: أحمد الجيوسي، وأنس الشيخ، وخاضوا معركتهم حتى الشهادة.