لا ميديا -
لحظات قليلة وثقتها الكاميرا في منطقة رأس الجورة في الخليل ملأت سماوات البطولة زهوا؛ فلا تزال حية صرخات الجندي الصهيوني المدجج بالسلاح هارباً أمام شاب فلسطيني في العشرينيات يلاحق الجندي شاهراً سكينته فيطعنه ويلقيه أرضاً قبل أن ينقض عليه جنود الاحتلال ويرتقي شهيداً زارعاً الرعب الذي لا يُنسى وهو يطاردهم حاملاً لهم الموت الزعاف.
تمكن بجرأته وإقدامه من الذهاب بالانتفاضة المشتعلة إلى منحنى جديد، يسطر فيها الفدائيون فصولاً جديدة من البطولة، أربكت حسابات جيش الاحتلال وجعلت إجراءاته العقابية بلا جدوى.
ولد إياد العواودة عام 1989، في قرية دير سامت، جنوب غرب دورا، قضاء مدينة الخليل.
أسير محرر قضى 3 سنوات في سجون الاحتلال. شغف حباً بالمقاومة والمقاومين من كافة الفصائل، وكان يتابع عمليات انتفاضة القدس، ويمجدها عبر صفحته على «الفيسبوك».
يقول والده: «كان يعمل في البناء بالداخل المحتل، ووضعه المادي جيد، ويحصّل شهرياً راتباً لا يقل عن عشرة آلاف شيكل. كان دوماً متابعاً للأحداث. آلمته جرائم الاحتلال، خاصة أثناء الحرب على غزة، واشتد غضبه لمشاهد جنود الاحتلال وهم يطلقون النار على الفتيات ويقتلونهن في شوارع الخليل، وانتهاكات باحات المسجد الأقصى... كلها أشعلت لديه فتيل التحدي والانتقام من الاحتلال».
كان يبيّت ما أقدم عليه، فقد خط بيده كلماته الأخيرة على نعش الموتى في الموضوع في مسجد في بلدته، «معلنا استعداده للشهادة».
وفي 16 تشرين الأول/ أكتوبر 2015 نفذ عمليته التي تناقلتها كل وسائل الإعلام.
أشعلت العملية ردود أفعال متحمسة وإعجاباً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث شكل الشهيد رمزاً للبطولة والإقدام، وكسر صورة الجندي الصهيوني خلال انتفاضة القدس، وشجع الشبان على المزيد من العمليات البطولية.
يقول والده لدى اقتحام منزله من قبل مخابرات الاحتلال، توجه له الضابط بالسؤال: «ماذا سنعمل الآن؟! من سيحلها؟!»، معبراً عن عجزٍ وضعفٍ ووهنٍ ألحقه نجله بصورة الجندي الصهيوني.