لا ميديا -
أحد أبرز قادة ومؤسسي الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، والثورة العسكرية الفلسطينية المعاصرة. تلاحمت قصة عشقه للثورة بقدسية الأرض، فكان مقاتلاً وقائداً شجاعاً، ورجل الظل وحقيبة الأسرار، وأحد أهم المتخصصين بعمليات تسليح قوات الثورة الفلسطينية في لبنان.
ولد خالد أحمد نزال عام 1948، في بلدة قباطية/ جنين شمال الضفة الفلسطينية. والده كان مقاتلاً ورفيقاً للشيخ عز الدين القسام، الذي قاوم الانتداب البريطاني على أرض فلسطين قبل النكبة.
أكمل تعليمه الثانوي في بلدته قبل انضمامه لصفوف قوات الثورة الفلسطينية. وبعد خروج القوات من الأردن عام 1970، التحق بكلية الاقتصاد في جامعة دمشق.
انضم إلى صفوف الجبهة الديمقراطية منذ انطلاقتها في شباط/ فبراير 1969، وأصبح عضواً في لجنتها المركزية.
تولى قيادة قوات إسناد الداخل التابعة لـ»القوات المسلحة الثورية»، وسجل علامة فارقة في العمل العسكري، حيث خطط وأشرف على عشرات العمليات الفدائية الجريئة داخل الأراضي المحتلة، ومنها: «معالوت- ترشيحا» و»بيسان» و»طبريا» و»القدس» و»15 أيار»... وغيرها من العمليات.
قاد العديد من المعارك والمواجهات مع قوات الاحتلال في الجنوب اللبناني، والدفاع عن المخيمات الفلسطينية، ومعركة التصدي للغزو الصهيوني للبنان عام 1982.
نجا من محاولتي اغتيال، وظلت أجهزة المخابرات الصهيونية تتعقبه. وفي 9 حزيران/ يونيو 1986، نفذ جهاز المخابرات الصهيوني (الموساد) عملية لاغتياله في العاصمة اليونانية أثينا، حيث قام شخصان يستقلان دراجة نارية بإطلاق النار عليه عند مدخل أحد الفنادق، فاستشهد.
شيع جثمانه في دمشق بموكب جنائزي مهيب وصف حينذاك بأنه الأكبر منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية، شارك فيه قادة العمل الوطني والإسلامي.
لم يكتفِ الاحتلال بجريمة اغتياله، بل واصل ملاحقته ومطاردته حتى بعد استشهاده، حيث أزال النصب التذكاري والميدان الذي دشن تخليداً لذكراه في محافظة جنين أكثر من مرة، بذريعة أن ذلك يحرض الفلسطينيين على مقاومة الاحتلال وليس صنع السلام.