لا ميديا -
تقول زوجته إنها لم تعلم أنه على قيد الحياة إلا بعد ستة أشهر، فـ«إسرائيل» أعلنت مقتل كل أفراد المجموعة، وجرى تعتيم واسع، حتى إن الصليب الأحمر الدولي لم يعرف ما جرى، واعتقد أهله أنه استشهد مع مجموعته المسلحة وأقام أهله العزاء له، ليتبين لاحقا أنه مصاب ولايزال حيا، وأطلق عليه بعدها «الشهيد الحي».
 عامل البناء محمد أحمد الطوس، المولود عام 1956 في قرية الجبعة، قضاء الخليل، لم يكمل تعليمه وعمل في مهنة البناء. اعتقله الاحتلال مدة 10 شهور.
خرج ليشكل مجموعة تضم 5 مناضلين، عرفت بمجموعة “جبل الخليل”، وهي مجموعة فدائية مطاردة قامت بسلسلة من العمليات العسكرية ضد جنود الاحتلال.
اتخذت المجموعة من جبال وكهوف الخليل مأوى لها، وأنزلت الخوف والفزع في صفوف جنود الاحتلال ومستوطنيه على حد سواء، وكتبت عنها الصحف العبرية وقتها الكثير.
أصبحت المطلوب الأول واستخدم كيان الاحتلال كل إمكانياته البشرية والأمنية والعسكرية لإلقاء القبض على المجموعة أحياء أو أمواتا.
بعد سنوات من المطاردة قررت المجموعة المغادرة واستقلت سيارة في طريقها إلى الأردن.
في 6 أكتوبر/ تشرين الثاني 1985، نُصب لهم كمين قرب الحدود مع الأردن، وتعرضت لمجزرة وقتل بدم بارد استخدم فيه كل أنواع الأسلحة. يتذكر محمد اللحظات الأولى عندما صب الكمين الرصاص والقنابل فوق رؤوسهم ويقول إنه كان بالإمكان إلقاء القبض علينا، ولكنهم أرادوا إعدامنا.
استشهد رفاقه الأربعة واقتيد هو مصابا ليخضع لتحقيق قاسى فيه أهوالا من العذاب، وحكم عليه بالسجن المؤبد لعدة مرات في الوقت الذي رفض فيه الوقوف في المحكمة أو الاعتراف بها وبقانونيتها.
تنقل خلال سنوات سجنه الطويلة ما بين عدة سجون، وشارك في كل الإضرابات عن الطعام، ويُعدُّ من قيادات حركة «فتح» والحركة الأسيرة داخل السجون الإسرائيلية.
هدم منزله ثلاث مرات، ورفض الاحتلال الإفراج عنه في كل صفقات التبادل للأسرى، ويعتبر الآن أقدم الأسرى في سجون الاحتلال منذ 38 عاما.