«مواقع النجوم».. فرانكو فونتانا (يوسف إبراهيم)
- تم النشر بواسطة موقع ( لا ) الإخباري

لا ميديا -
كتب هذا المقاتل الحالم في وصيته قائلا: «قد أموت ولا أرى تحرير فلسطين؛ لكن أطفالي أو أحفادي بالتأكيد سيرون تحريرها، وبعد ذلك سيعرفون قيمة ما قدمته لهذه الأرض الطيبة وهذا الشعب الصلب».
وُلد فرانكو فونتانا عام 1933 لعائلة ميسورة، في مدينة بولونيا الإيطالية، وعمل في شبابه مصوراً وصحفياً.
بدأت حكايته مع المقاومة الفلسطينية عام 1969، بعد سماعه بعملياتها الجريئة. آمن بأنها قضية عادلة، فانضم حينها إلى مخيمات المقاومة في لبنان، وأصبح عضواً في «الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين».
عُرف بدقة تصويبه وخبرته في استخدام راجمات صواريخ الكاتيوشا، فشارك في عمليات قصف الأهداف الصهيونية انطلاقاً من جنوب لبنان. أصبح اسمه «يوسف إبراهيم»، ومنه اتخذ اسمه الحركي «الرفيق جوزيف».
من المآثر التي تروى عن هذا المقاتل الثوري أنه عام 1975، باع جميع ممتلكاته التي ورثها وتبرع بثمنها للمخيمات الفلسطينية. يقول ولده: «سألت والدي ذات يوم عن الشعب الفلسطيني وعن قضيته وعن سر هذا التأييد للشعب الفلسطيني! فأجاب: ظلم وعدالة وحرية».
بعد خروج المقاومة الفلسطينية من لبنان عام 1982، كان عليه المغادرة أيضاً، فعاد إلى إيطاليا بعد 14 عاماً قضاها يقاتل من أجل فلسطين. تزوج ورُزق ببنتٍ وصبي؛ لكن قلبه بقي متعلقاً بقضية فلسطين.
عام 2015، قرر العودة إلى لبنان ليفتش عمن تبقى من رفاقه القدامى. ذهب إلى مخيم شاتيلا ليعانق الأطفال هناك ويقضي الوقت بينهم، ثم إلى مقبرة شاتيلا ليقف حداداً وتوديعاً للضحايا. بعد شهر أصيب بجلطة أدت إلى وفاته في 5 حزيران/ يونيو 2015.
أرادت السفارة الإيطالية في بيروت إعادة جثمانه إلى بلاده؛ لكنهم فوجئوا بوصيته بأن يدفن في فلسطين، وإذا لم يكن ذلك ممكناً، فليدفن في مخيمات الفلسطينيين بلبنان.
وبحضور ولديه دفن بمقبرة الشهداء في شاتيلا، بجانب الشهداء من الفلسطينيين والعرب والجنسيات الأخرى الذين استشهدوا دفاعا عن فلسطين.
في جنازته، قال نجله: «لم نفقد اليوم مناضلاً من أجل العدالة والحرية هنا فقط؛ لكننا فقدنا أيضاً تفسيراً واضحاً ومفهوماً للقضية الفلسطينية والعدالة».
المصدر موقع ( لا ) الإخباري