لا ميديا -
«بدا الأمر كما لو أنه إشاعة تبحث عمن يصدقها، لكنه لم يلبث أن تأكد واكتسب صفة اليقين، وأخذ اسمها يظهر في صفحات الجرائد ويتردد في نشرات الأخبار... أخيراً .. ها نحن نعرف أين هي وفاء» من حديث شقيقها الأكبر للصحافة.
وفاء علي إدريس أولى الفدائيات في انتفاضة الأقصى. ولدت عام 1975، في مخيم الأمعري بالقرب من رام الله، هُجّر أهلها من مدينة الرملة عام 1948. حاصلة على ليسانس في الحقوق.
حصلت على شهادة في الإسعاف الأولي، لتعمل لدى الهلال الأحمر الفلسطيني. ونسجت شبكة من العلاقات الاجتماعية داخل المخيم وخارجه.
شابة مرحة محبة للحياة، لا شيء في حياتها أو شخصيتها كان يوحي بما ستقدم عليه، لكن ذاكرتها كانت تضج بمشاهد وأصوات الذين جمعت أشلاءهم من ضحايا الانتفاضة خلال عملها كمسعفة لأكثر من عامين عند خطوط التماس. وما تتعرض له هي من قبل جنود الاحتلال الصهيوني من الضرب والإهانة كلما حاولت الاقتراب من جريح.
يوم 28 يناير 2002، ودعت أمها وأشقاءها قائلة: «الوضع صعب وربما يستشهد الإنسان في أية لحظة». وجاء الليل، وبدأ أهلها بالبحث عنها وسألوا بعض صديقاتها فقلن إنها ودعتهن بقولها: سأقوم بعمل يرفع رؤوسكن دون أن تفصح عن هذا العمل.
مساءً، أصدرت كتائب شهداء الأقصى بيانا تزف فيه خبر استشهادها: «في عملية نوعية لا سابق لها في قلب الكيان الصهيوني، استطاعت إحدى مقاتلات هذا الشعب الثائر تنفيذ عملية فدائية في شارع يافا في قلب القدس الغربية».
على أحد جدران غرفتها علقت صورة للفدائية دلال المغربي كتب بجانبها : «إن دلال المغربي أقامت الجمهورية الفلسطينية ورفعت العلم الفلسطيني، ليس المهم كم عمر هذه الجمهورية، المهم أن العلم الفلسطيني ارتفع في عمق الأرض المحتلة».
عند زيارته اليمن افتتح عميد الأسرى العرب سمير القنطار قاعة ومكتبة باسمها بمستشفى الأمومة والطفولة بمحافظة إب.
وأعلنت الممثلة المصرية حنان ترك عن استعدادها لتصوير فيلم سينمائي تجسد به شخصية البطلة وفاء إدريس.