«لا» 21 السياسي -
على الطريق نفسه الذي سارت عليه الأموال القطرية التي جرى ضخها في الحرب على سورية لشراء أسلحة ودفْع رواتب المقاتلين قبل 12 عاماً، تأبى الدوحة وأدواحها إلا الانكشاف أخلاقياً أمام مرآة الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسورية مؤخراً، حيث إنسانية المساعدات تتجشأ إغاثة وإنقاذا للأتراك، وتتلكأ في الوصول إلى السوريين، وإن كانوا في جغرافيا الشمال الغربي المقتطعة خونجياً.
وعلى حواف الانكشاف ذاته تعلن الخونجية توكل كرمان عن تبرعها ببناء عشرات الوحدات السكنية لضحايا الزلزال في تركيا، ليعلن من بعدها الخونجي الآخر حمود المخلافي اعتماد عشرات المباني الأخرى، مع تسيير جالية الخونج الكبيرة في تركيا عشرات القوافل الإغاثية.
لا إنسانية مطلقة أو حتى نسبية وراء هكذا عطاءات كان اليمنيون في مناطق سيطرة كرمان والمخلافي وأمثالهما أحق بها، ولكان السوريون في مناطق حكم الخونج هم الأكثر استحقاقا لها، وعلى الأقل اقتسام إنسانيتها المراوغة مع أمثالهم في مملكة اردوغان.
الأمر ببساطة لا يغدو أكثر من دفع جمارك غسيل الأموال وضرائب ملاذات الثروات المنهوبة ورسوم الوطن البديل ودمغات الجنسية التركية ومساهمات إجبارية لإنجاح حملة أردوغان في البقاء أمام عاصفة الانتخابات الرئاسية المقبلة.