لا ميديا -
«التضحية بالنفس ليست كلمة عابرة، أو فكرة يهواها العقل في لحظة عاطفية، وإنما هي تهيئة للذات تتحول إلى قناعة يدفعها الواقع الموضوعي ويرسخها الإيمان» (ثائر).
درَّبه جده -وكان قناصاً محترفاً- على القنص. اشترى بندقية أمريكية من نوع (M1) صُنعت عام 1936، من رجل مُسِن في القرية، ومعها 70 طلقة.
قرر، وعمره 22 عاما، أن ينفذ عملية ضد حاجز «عيون الحرامية» قُرب قريته في رام الله. رصد مدة 4 أيام تحركات الجنود والجيبات واستبدال المناوبة، وخلو الجبال المحيطة من أي كمائن.
مطلع آذار/ مارس 2002، وقبل طلوع الشمس، تسلل بين الأشجار والصخور إلى أقرب نقطة، وعلى جذع زيتونة عتيقة أسند بندقيته.
لاحظ ثلاثة جنود، وبثلاث رصاصات أوقعهم صرعى. خرج من المبنى ثلاثة آخرون مذعورين، يطلقون النار عشوائياً، وبرصاصة واحدة لكل منهم ألحقهم بسابقيهم.
استبدل مخزن الرصاص وانتظر. وصل جيب عسكري، لقي الجندي الأول فيه حتفه قبل أن تلمس قدمه الأرض. واستقرت رصاصة في عنق السائق، وأصيب الجندي الثالث.
وصل ثلاثة مستوطنين مسلحين على سيارة، توجه اثنان منهم إلى المبنى، وبطلقة صرع الثالث جوار السيارة. بعدها وصل ضابط بمركبته الخاصة ومعه بندقية (M16)، وقبل أن يدرك ما يحدث لقي حتفه. وبعده صرع المستوطن الثاني.
وصلت مركبة عسكرية أُخرى. كشفوا مكانه، فانهمر الرصاص نحوه بغزارة. أطلق عدة رصاصات أصابت عددا منهم. وفي الساعة 7:30 انفجرت داخل بندقيته رصاصة حولتها حطاما. كانت الحصيلة مصرع 11 جنديا وإصابة 9، واستهلك 26 رصاصة.
انسحب بسرعة، فيما كانت ثلاث مروحيات تحلق فوق المكان. توارى بين الأشجار والصخور ولم يترك أثرا يدل على طريقه. التزم الصمت فلم يكن مطلوبا، وتابع حياته الاعتيادية.
عامان ونصف مرا فشل الاحتلال خلالها في تحديد هويته، حتى اعتقل بالصدفة أواخر عام 2004، وحُكم بالسجن المؤبد 11 مرة. وفي السجن أكمل الثانوية، وحصل على البكالوريوس في الخدمة الاجتماعية.
أصدر قصة «أوار النار» وفيها تفاصيل عمليته.