لا ميديا -
مارك رودين «جهاد منصور» مناضل أممي وفنان تشكيلي ولد في سويسرا. انتمى إلى صفوف الثورة الفلسطينيّة والجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي، مقدّماً فنّه وموهبته في الرسم والتصميم في خدمة القضيّة الفلسطينيّة ومكتبة الثورة، وهو الذي درس هذا الاختصاص في وطنه الأم (سويسرا) قبل التحاقه بالجبهة الشعبية عام 1976.
عمل في مجلة «الهدف». وعلى مدى سنوات أنجز عددا كبيرا من الرسومات والتصاميم المميزة واللافتة، التي سرعان ما تحوّلت إلى أيقونات بصرية تعرفها جدران المخيمات عبْر البوسترات. كما أقام وشارك بعشرات المعارض الفنية في مخيمات لبنان والشتات.
وثقت أعماله نضال الشعب الفلسطيني ضدّ العدوّ الصهيونيّ وتفاصيل نكبته وتشريده، إلى جانب عشرات البوسترات الشهيرة التي صمّمها للجبهة وللثورة في مناسباتها ومحطّاتها النضاليّة، أبرزها بوسترات الانطلاقة، ومجزرة تل الزعتر، ويوم الأرض، والعمال، والانتفاضة، ويوم المرأة العالمي، والأسرى، ويوم الطفل...
خاض جنباً إلى جنبٍ مع رفاقه في لبنان معارك الثورة الفلسطينيّة، فكان مقاتلا، وشارك في عمليات فدائية داخل فلسطين وخارجها. وعند اجتياح بيروت وضع ريشته جانبا وحمل السلاح مدافعا عن المدينة.
ألقي القبض عليه وسجن أكثر من 10 سنوات في تركيا وأوروبا بتهمة المشاركة مع وديع حداد في عمليات ضد مواقع للعدو الصهيوني.
أحب فلسطين كثيرا، واستقر في تسعينيات القرن الماضي في مخيم اليرموك، وأصبح واحدا من أهل المخيم، وربطته علاقات وطيدة مع سكانه، يفرح لأفراحهم ويحزن لأحزانهم. بعدها عاش حياته متنقلاً بين دول عربيّةٍ وأوروبيّة، مناهضاً السياسات الإمبرياليّة الغربية الإجرامية.
رحل هذا المناضل الأممي في 8 نيسان/ أبريل 2023 في مسقط رأسه، بعد رحلة نضالية طويلة قدم خلالها مادة بصرية هامة لتاريخ ومرحلة توهجت فيها الأفكار النبيلة.