الأمم المتحدة تُنقذ «صافر» المُتهالكة بـ«نوتيكا» الخُردة


تقرير - عادل عبده بشر / لا ميديا -
بحلول اليوم الأحد تكون السفينة "نوتيكا" (NAUTICA)، البديلة لخزان صافر العائم، قد دخلت اليوم الثامن لرسوها في ميناء جيبوتي، وسط ترقب يمني بإتمام سُباتها في موانئ شرق القرن الأفريقي، والانتقال إلى رأس عيسى على ساحل الحديدة، للبدء بعملية الإنقاذ العاجلة للخزان العائم، قبل حدوث الكارثة.
وظهرت مؤخراً بوادر تشكيك في إجراءات الأمم المتحدة بخصوص نقل النفط الخام من سفينة صافر المتهالكة، إلى السفينة البديلة، بلغ حد اتهامها من قبل خُبراء بأنها تعمل على ترحيل المشكلة وليس حلها، محذرين من محاولة إبقاء وضع الخزان العائم كما هو عليه لطلب المزيد من التمويل، رغم حصول المنظمة الدولية على كامل المبلغ الذي حددته بـ80 مليون دولار، وأكدت في هكذا إفادة صحفية أواخر العام المنصرم، البدء بعملية إنقاذ الخزان العائم في البحر الأحمر مطلع العام الجاري 2023، إلا أن ذلك لم يحدث رغم انتصاف العام.
بدورها حذرت مصادر مُطلعة في صنعاء من أي تملص أو مماطلة أممية للبدء في عملية إنقاذ خزان صافر، موضحة لصحيفة "لا" أن ما نقلته صحيفة عربية بتاريخ 11 أيار/ مايو الجاري، عن أن إنقاذ النفط الخام من "صافر" لن يبدأ أواخر الشهر الجاري، وهذا يُعتبر كارثة ومحاولة للاتجار وكسب المزيد من التبرعات.
المصادر ذاتها أفادت بأن حكومة الإنقاذ الوطني تعتزم، خلال الأيام القليلة القادمة، عقد مؤتمر صحفي تكشف فيه الكثير من علامات الاستفهام التي تحوم -منذ فترة- بكثرة حول ما وصفه بعض الخبراء بـ"الصفقة الأممية المشبوهة"، والمتمثلة بشراء سفينة نقل مُتهالكة بديلة للسفينة المُتهالكة أيضاً، وغيرها من المعلومات التي تُثير الكثير من الشُبهات، حد قول المصادر.

مماطلــة
بدوره أكد وزير النقل في حكومة الإنقاذ، عبدالوهاب الدرة، التزام صنعاء بالتهيئة والتعاون مع الفريق الأممي لسرعة إنجاز عملية إنقاذ خزان "صافر" العائم في البحر الأحمر.
وقال الدرة لصحيفة "لا": "بمجرد إعلان الأمم المتحدة شراء السفينة البديلة سارعنا بتثمين هذه الخطوة، ومؤخرا وصلت السفينة البديلة إلى جيبوتي، في طريقها إلى الحديدة، ونطمح إلى البدء بتفريغ الخزان العائم صافر دون تأخير ووفقاً للخطة المتفق عليها مع اللجنة المكلفة من حكومة الإنقاذ".
وشدد الوزير الدُرة بالقول: "وضع السفينة صافر التي تتزايد خطورتها لا يحتمل المماطلة والتطويل".
وجدد التأكيد على ضرورة أن تكون السفينة البديلة مطابقة للمعايير والمواصفات المتفق عليها بين اللجنة الإشرافية لتنفيذ اتفاق صافر والأمم المتحدة في آذار/ مارس 2022، لتتم عملية التفريغ بسهولة ويسر وتجنبا لأي تداعيات كارثية.
وأشار وزير النقل إلى أن السفينة البديلة يجب أن تكون مكافئة للخزان صافر وقادرة على استقبال وتصدير النفط.

كارثــة إضافـية
وكان خبراء قد كشفوا أن السفينة "نوتيكا" البديلة لخزان صافر متهالكة، وخضعت لصيانة، وعمرها الافتراض ينتهي بعد خمس سنوات. وشككوا في الإجراءات المعقدة التي تعتمدها المنظمة الدولية في التعامل مع المشكلة.
وحذروا من أن السفينة البديلة "نوتيكا"، التي ابتاعتها الأمم المتحدة ونشرت صورة لها، تمثل كارثة، وأنها ستضاعف أزمة صافر؛ كونها متهالكة وشارف عمرها الافتراضي على الانتهاء.
وقالوا إن "نوتيكا" ليست البديل الأفضل، بل الأسوأ، مُتسائلين إن كانت ستخضع للفحص من قبل الفريق اليمني قبل أن تحل كارثة "صافر" بكارثة "نوتيكا".
وحذر الخبراء من "تداعيات كارثية على البيئة والثروة البحرية ومشاكل أخرى لا تحمد عقباها".
وتبلغ التكلفة الإجمالية للخطة الأممية لمواجهة خطر الخزان العائم "صافر"، المكونة من مرحلتين، 144 مليون دولار، بما في ذلك 80 مليون دولار مطلوبة بشكل عاجل لعملية الطوارئ الأولية التي تستغرق أربعة أشهر.
المنظمة البيئية الدولية "غرينبيس"، بدورها، حملت شركات النفط العالمية مسؤولية تعرّض منطقة البحر الأحمر للخطر، لعدم مشاركتها في تقديم التمويل اللازم لخطّة الأمم المتحدة لتفريغ النفط من "صافر"، واصفةً تلك الشركات بـ"الملوّثين الكبار".
وقالت إن الحقائق تشير إلى أن عدداً من الشركات الضخمة قد تكون من بين المسؤولين عن النفط الموجود على متن الناقلة، والمسؤولين أيضاً عن الكارثة إن حدثت.
ويقع خزان صافر في منطقة "رأس عيسى" قبالة محافظة الحديدة على البحر الأحمر، وهو عبارة عن باخرة عائمة تستخدم لتفريغ النفط الخام القادم من حقول صافر النفطية في محافظة مأرب، وتوقفت عملية الضخ عبر الأنابيب من الحقول إلى الخزان وكذا عملية التفريغ من الخزان مع بداية العدوان على اليمن مطلع 2015، وتوقفت عملية صيانته، ما تسبب بتآكل جسم الخزان الذي يحتوي حاليا على نحو مليون و140 ألف برميل من النفط الخام.