لا ميديا -
مظهره الهادئ البسيط، وضحكته الودودة، تصرفك عن توقع أنه هو نفسه المقاوم العنيد إلى الحدّ الذي تمنّى معه السجّان «الإسرائيلي» لو يبقيه في سجونه حتى بعد موته. يقول في حديث له عقب تحرّره: «قال لي السجان: حتى لو حدثت صفقة تبادل أسرى، لن نطلق سراحك يا طارق. لكنّني تحرّرتُ بهذه الصفقة المشرّفة، ولن يهدأ لنا بال حتى يتحرّر باقي إخواننا الأسرى».
وُلد طارق عز الدين في عرابة - قضاء جنين عام 1974. صنع لنفسه حضوراً سياسياً وشعبياً وعسكرياً لافتاً. نشط على نحو فاعل في بناء خلايا المقاومة في الضفة المحتلّة. اعتقله الاحتلال في الانتفاضة الأولى، ثم اعتقلته السلطة بعد ذلك.
اعتقلته قوات الاحتلال بسبب مشاركته في معركة جنين عام 2002، ووجّهت إليه أيضاً تهمة التخطيط لعملية الخضيرة عام 2001، وحُكم عليه بالسجن المؤبّد، بالإضافة إلى 10 سنوات. قضى في السجن 13 عاما. وفي السجون أتم دراسته وحصل على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية.
تحرّر من السجن عام 2011، في صفقة «وفاء الأحرار» التي أبرمتها المقاومة الفلسطينية مع كيان الاحتلال، وأُبعد من الضفة الى قطاع غزّة. وهناك برز ناشطاً وإعلامياً وكادراً حركياً فاعلاً، ومديرا عاما لإذاعة «صوت الأسرى».
أصيب عام 2018 بمرض «اللوكيميا»، فتدهورت حالته الصحية ونجحت الضغوط الرسمية والشعبية في تسهيل إجراءات سفره لتلقّي العلاج في مصر.
قدحت عملية الهروب من «نفق الحرية» عام 2021، وما أعقبها من تشكيل «كتيبة جنين»، الشرارة التي ستعيده إلى المربّع الذي أحبّ العمل فيه طوال حياته، ليغدو محرّكا أساسيا لخلايا المقاومة في الضفة التي سمحت له بالقيام بما تمنّى على نحو مدهش.
قبل استشهاده كان على موعد مع رحلة سفر سياسية إلى مصر، ومنها إلى لبنان، ليلتقي أمين عام الحركة، زياد النخالة، بعد تكليفه بعضوية المكتب السياسي للحركة بالتزكية.
استشهد في 9 أيار/ مايو 2023، بعملية اغتيال نفذها العدو الصهيوني بحق عدد من قادة حركة الجهاد في غزة.